جريدة الوطن - الثلاثاء 20 جمادى
الأولى1447هـ -
11 نوفمبر 2025
«الشورى» يناقش «دور
الوالدين في تربية الأبناء»
عقد مجلس الشورى أمس
جلسته الأسبوعية العادية في «قاعة تميم بن حمد» بمقر المجلس، برئاسة سعادة السيد
حسن بن عبدالله الغانم، رئيس المجلس.
وفي بداية الجلسة، أشاد مجلس الشورى بنجاح القمة العالمية الثانية للتنمية
الاجتماعية التي استضافتها البلاد الأسبوع الماضي، مؤكدًا أن هذا النجاح يبرز حرص
حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه»،
على ترسيخ مكانة الدولة في دعم الحوار الدولي وتعزيز التنمية الشاملة.
ورحب المجلس بـ «إعلان الدوحة» الصادر عن القمة، مؤكدًا أنه يشكّل مرتكزًا أساسيًا
لتعزيز مسارات التنمية الاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجتمعات،
معربًا عن تقديره للتنظيم المتميز والمخرجات البناءة التي أسفرت عنها القمة، وما
أبرزته من أهمية الاستثمار في الإنسان بوصفه محور التنمية وغايتها، مشيرًا إلى أن
استضافة هذا الحدث العالمي تجسد ما توليه قطر من اهتمام راسخ بالبعد الإنساني
للتنمية ودعم الجهود الدولية لتحقيق مستقبل أكثر استدامة وعدالة.
بعد ذلك تلا سعادة السيد نايف بن محمد آل محمود، الأمين العام للمجلس، جدول أعمال
الجلسة، كما صادق المجلس على محضر جلسته السابقة.
واستعرض المجلس خلال الجلسة، طلب المناقشة العامة الذي تقدم به عدد من أصحاب
السعادة الأعضاء، حول «أهمية دور الوالدين في تربية الأبناء».
وضمن هذا الإطار، نوه سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم، رئيس مجلس الشورى، بما
تشهده دولة قطر في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني،
أمير البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه»، من نهضة شاملة وتطور متسارع في مختلف
المجالات، مؤكدًا أن هذه المسيرة التنموية المباركة تنسجم مع رؤية قطر الوطنية
2030، التي جعلت الإنسان محور التنمية وغايتها، وتعكس توجه سموّه نحو بناء الإنسان
القادر على مواكبة التطور والانفتاح على العالم، والمتمسك في الوقت ذاته بقيمه
وهويته الوطنية الراسخة.
وأضاف سعادته أن هذا التطور الكبير، رغم ما يحمله من فرصٍ واعدة، يفرض في المقابل
مسؤولية أكبر على الأسرة، ولا سيما الوالدين، في القيام بدورهما التربوي المباشر،
لما له من أثر بالغ في تنشئة الأجيال وتنمية وعيهم الوطني والأخلاقي، وترسيخ القيم
التي تصون المجتمع من مظاهر السلبية والاتكالية وتغرس روح العمل والمسؤولية
والانتماء.
وأشار سعادته إلى ما أكده حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في خطابه بافتتاح دور
الانعقاد الأول من الفصل التشريعي الثاني لمجلس الشورى، من أن بلادنا «تنتقل إلى
مرحلة جديدة من حيث حجم الاقتصاد وحجم الدور، وللتطور مقتضياته، وتتطلب المرحلة
الارتقاء بدور المواطن وإدراكه لمسؤولياته»، موضحًا أن هذه الرؤية السامية تؤكد أن
الأسرة هي الحاضنة الأولى لبناء الإنسان، وأن الوالدين يتحملان الدور الأهم في
إعداد جيلٍ واعٍ بواجباته، متمسكٍ بهويته، ومنفتحٍ على معارف العصر بقيمٍ راسخةٍ
وروحٍ متوازنة.
وشدد سعادة رئيس مجلس الشورى على أن الارتقاء بالإنسان وقيمه يبدأ من البيت، حيث
تتشكل الشخصية وتُغرس المبادئ، مشيرًا إلى ما نص عليه الدستور القطري في المادة
(22) من أن الأسرة هي أساس المجتمع، وأن الدولة تكفل حمايتها وتوفير البيئة
الملائمة لنمو أفرادها وتنمية قدراتهم لخدمة الوطن والمجتمع.
من جانبهم، أكد أصحاب السعادة أعضاء المجلس أهمية تعزيز دور الوالدين في تربية
الأبناء، مشيرين إلى أن ازدياد الاعتماد على المربيات في المنازل قد انعكس بشكل
مباشر على العملية التربوية وسلامة الأطفال النفسية والسلوكية.ونوّه الأعضاء بضرورة
رفع الوعي المجتمعي بأهمية التربية الأسرية، وحث الوالدين على القيام بدورهما
التربوي المباشر لتوفير بيئة أسرية صحية ومستقرة لأبنائهم، مؤكدين أن الأسرة هي
النواة الأولى في بناء المجتمع، وأن تماسكها ينعكس إيجابًا على استقراره وتنميته.
وأشار الأعضاء إلى أن التطور التقني الحديث، رغم ما أتاحه من وسائل رفاهية، أسهم في
تغيير أنماط التفاعل الاجتماعي داخل الأسرة، حيث يقضي الأطفال وقتًا أطول في
استخدام الأجهزة الذكية، على حساب التواصل الأسري المباشر، الأمر الذي يستوجب ترشيد
استخدام التكنولوجيا وتعزيز الرقابة الإيجابية لضمان توازن التنشئة والمحافظة على
القيم الاجتماعية الأصيلة.
وتطرّق الأعضاء إلى مظاهر ضعف التواصل بين الوالدين والأبناء وتراجع نقل القيم
الاجتماعية والدينية، مؤكدين أن المحافظة على القيم الأسرية الأصيلة تمثل التحدي
الأكبر في ظل حياة الرفاه، وأن تحقيق التوازن بين متطلبات الحياة الحديثة ومقتضيات
الهوية الوطنية يستلزم تعاونًا بين الأسرة والمدرسة والإعلام لترسيخ مفاهيم
المسؤولية والانتماء والولاء.

إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
قانون رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة