قطر-جريدة الشرق - الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣ م، الموافق ١٨ ربيع الثاني ١٤٣٤ هـ

فضحتونا مع العمالة الوافدة

ما كفانا ما ادعته (هيومن رايتس ووتش) في تقريرها هذا العام، بأن قطر لم تف بتعهداتها بشأن تحسين حماية حقوق العمال الوافدين، وإخفاقها في إصلاح القوانين الاستغلالية مثل نظام التوظيف القائم على الكفالة وحظر تنقلات العمالة وأيضا إخفاقها ـ كما تقول ـ في فرض الحظر على رسوم الاستقدام المشروعة، حتى تأتينا آراء من الداخل وكأنها مؤيدة لمثل هذه الادعاءات، بل خصصت لها مساحات في وسائل إعلامنا الرسمي والخاص.
إذاعة قطر الحبيبة مثلاً خصصت ضمن برنامج الظهيرة الجماهيري (مساء الخير) حلقة شبه كاملة منذ يومين عن معاملة الخدم في البيوت وفي أماكن العمل الأخرى وبيّن المشاركون باتصالاتهم المكثفة ـ بتوجيه من معدي البرنامج ـ وداعة تلك العمالة وطيبتهم، وصبوا جام غضبهم على المستخدمين لهم من القطريين على وجه التحديد، وكيف أننا لا نظهر لهم المودة ونعاملهم معاملة الحيوانات ـ أعزكم الله ـ حتى أن مشهد تلك الخادمة التي انتتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهي تضرب الطفل الرضيع بوحشية قاسية، اتفقوا أن هذا رد طبيعي من قسوة المعاملة التي تتلقاها تلك الخادمة من (معذبتها) هذا رأي المتداخلين الذين لم يشيروا إلى وحشية تلك الخادمة، ولم يذكر أحد منهم فساد تلك العمالة الوافدة وممارساتهم اللا أخلاقية سواء في بيوتنا أو في أماكن عملهم، والقصص كثيرة حول ما يقوم به أولئك الخدم من الجنسين في منازلنا والعلاقات المشبوهة التي يبنونها في غياب الأهل.
المعاملات السيئة التي تتعرض لها العمالة الوافدة من أرباب العمل، جاءت أيضا على لسان مسؤول حكومي معني بشؤون تلك العمالة وحصرها في مدى قسوة المستخدين لهم، ما يضع الدولة وكأنها في موقع الاتهام، إلا أن الوضع برمته معني به تلك الشركات التي تستجلب العمالة وفق القانون إلا أنها تسيء تطبيقه، ويؤكد ذلك قول المسؤول ذاته أنه تمت إحالة خمس شركات مخالفة للنيابة العامة لتقديمها محررات تتضمن معلومات كاذبة تتعلق بإقرارات الأجور، هذا مع وجود أكذوبات من شركات أخرى تمارس الاضطهاد وسوء المعاملة، إلا أنه ووفق قول ذلك المسؤول في تصريحات صحفية محلية لا تستطيع إدارته تغطية كافة شرائح العمالة الموجودة في قطر والتي تتجاوز المليون نسمة.
ما ادعته (هيومن رايتس ووتش) في تقريرها المجحف لا يعدو كونه فبركة مراقبين بعيدين عن الواقع، وغالبية تلك التقارير منقولة من أوراق معدة من جهات غير موثقة وأغلبها مخالفات متكررة تدور حول تأخر الرواتب ومساويء المسكن وما يتبعه من شكاوى معروفة ضد أصحاب تلك الشركات. إن لقطر مواقفها الإنسانية وتوجهها الحسن في مجال حقوق الإنسان ويشهد على ذلك أفعالها مع (الغلابة) من تلك العمالة الوافدة، وكفانا الانسياق وراء تلك التقارير المجحفة.. فقطر أكبر من ذلك بكثير. وسلامتكم