جريدة الوطن - الثلاثاء  12 رمضان 1441هـ - 5 مايو 2020م

مطلوب سن تشريعات لمواقع التواصل

محمد الجعبري
تناولت الخيمة الخضراء، التابعة لبرنامج لكل ربيع زهرة عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، خلال ندوة لها عبر الإنترنت، الجوانب المضللة لمنصات التواصل الاجتماعي، شارك فيها عدد من العلماء والمفكرين وأصحاب التجارب والإعلاميين من قطر وسلطنة عمان ومصر وهولندا.
وأكد المشاركون على ضرورة إيجابيات منصات مواقع التواصل الاجتماعي على القيم والأخلاق والدين وتوسيع دائرة العلاقات وسرعة نشر الأخبار والمعلومات، محذرين من سلبياتها وتأثيرها على الأسرة ونشر الشائعات والأكاذيب والمعلومات المزيفة والتعرض لخصوصيات الناس، وطالبوا بوضع ميثاق دولي للتعامل مع منصات مواقع التواصل، وسن التشريعات والقوانين للحد من سلبياتها وآثارها على المجتمعات.
وفي هذا السياق، قال الدكتور سيف الحجري، رئيس الخيمة الخضراء ومدير الندوة: لقد لعبت التكنولوجيا الرقمية أكبر الأدوار، ومن أزهى علامات التكنولوجيا اليوم منصات التواصل الاجتماعي بصفة خاصة والتي باتت مصدر علم ومجلبة للمآسي، تلك التي أصبحت قاطرة تكاد تتفرد بقيادة العالم.
وأضاف: كم من صروح شيدت وأبنية تحطمت عبر هذه المنصات، وكم من فكرة انتقلت، ومن داء انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد د. الحجري على أهمية الجوانب القيمية التي يعني فقدها خسارة فادحة، داعيا إلى وضع ميثاق دولي للتعامل مع المنصات وسن التشريعات والقوانين للحد من سلبياتها.
بدوره، أكد د. فضل مراد، الأستاذ بكلية الشريعة جامعة قطر، أن وسائل التواصل نعمة من نعم الله العظيمة على البشرية، وهذه النعم تستحق الشكر وأن ننشر من خلالها القيم والأخلاق والدين وما يرضى الله سبحانه وتعالي.
وبين د. فضل الجوانب الإيجابية والسلبية وموقف الشرع منها، موضحا أن منصات التواصل أثرت تأثيرا بالغا على الفرد والأسرة والمجتمع لاسيما سلبياتها الواضحة، مثل نشر الكذب والشائعات سواء المتعلقة بالمجتمع أو الصحة أو الدين من خلال الاستعمال السيئ لها.
وأضاف أن نشر الشائعات عبر المنصات الاجتماعية أمر خطير جدا، بجانب تسليع الإنسان بالإعلانات التي تبث له، وهذا من أهم سلبيات هذه المواقع بجانب أنها أثرت على تباعد الأسرة وتحولت مواقع للتقاطع الاجتماعي، بالإضافة إلى تأثيرها على الفرد والعقل والشريعة والقراءة وهجر الكتاب ووصل إدمان هذه المنصات إلى السؤال عن حكم تصفح الجوال داخل الحمام؟
وأشار إلى الإيجابيات الكثيرة لهذه المناصات أبرزها تعزيز القيم والاخلاق والدين والتيسير على العلماء والمفكرين والأدباء بنشر الإبداع والندوات الدينية عبر اليوتيوب.
وأكد أن التشريعات في الدين الإسلامي تحمي الفرد والأسرة والمجتمع، لأنها جاءت لحماية المقاصد الكبري بجانب أن هناك تشريعات قانونية حاكمة وحاسمة لحماية الأعراض والأموال.
وتناول الإعلامي خالد جاسم دور وأهمية مواقع التواصل في حياتنا في ظل ما وصلت إليه التكنولوجيا من تطور كبير وسهولة الاستخدام ومتابعة أخبار العالم. وتابع: هذه المنصات أتاحت الفرصة لنا للتواصل مع الأصدقاء رغم تباعد المسافات والتعرف على بعض أكثر وتوسيع دائرة علاقاتنا، بجانب سرعة نشر أخبار مجتمعنا، بالإضافة إلى الحصول على المعلومات والمناقشات، وهذا من إيجابيات مواقع التواصل.
ولفت إلى أن هناك تطبيقات مفيدة على مواقع التواصل لختم القرآن الكريم، لكن في المقابل هناك جوانب سلبية مثل نشر الأكاذيب والشائعات، وعلينا تحري الدقة وعدم توسيع نشر هذه الأخبار على نطاق واسع.
وأشار إلى أن الواتساب قام بتحويل الرسائل إلى الجروبات لـ 5 فقط للحد من الشائعات والأكاذيب، مطالبا بتوعية الأبناء وتحديد وقت الجلوس على مواقع الألعاب الإلكترونية وأبعادهم عن الألعاب الدموية والحرب والعنف.
من جانبه، أوضح سيف المنجي، مستشار في ريادة الأعمال من سلطنة عمان، أن الإعلام خدمة عرض وطلب ومنصات التواصل الاجتماعي جعلت للمتعة، حيث أصبح بمقدور أي أحد أن يصبح إعلامي يقوم بالتصوير وينقل الأخبار ويقدم مشورات في ريادة الأعمال، وبالتالي لا بد من دراسة كيف يكون المحتوى هادف وجميل يجعل المتلقى يستمع بها ويتكيف معها.
ودعا إلى المنهجية في دراسة منصات مواقع التواصل، مطالبا وزارة الأوقاف بإقامة دورات للتعامل مع مواقع التواصل، وكذلك دورات في الإعلام الرقمي لتقديم محتوى هادف مع دراسة وتحليل أكثر للخطوط العريضة التي تقدمها مع ضرورة مشاركة الأباء أطفالهم للمحتوى الذي يتابعونه وتوجيهم إلى الأشياء المفيدة.
وقال د. محمد حلمي سيد، أكاديمي مصري، إن مواقع التواصل ظاهرة فرضها علينا التقدم التكنولوجي الرهيب، مستعرضا مراحل تطور الإنترنت وظهوره بشكل محدود عام 1969، ثم بدأت ظهوره للعالم بشكل أكبر في 1983، ثم بدء ظهوره للناس في 1994، وفي عام 2013 بلغ عدد المتابعين للإنترنت في العالم حوالي 3 مليار شخص.
وأبرز د. حلمي أهم سلبيات مواقع التواصل ملخصا إياها في نشر الأفكار الهدامة بين الشباب، وأداة للتحرش الإلكتروني من خلال الصداقات الوهمية ونشر المعلومات المزيفة والشائعات وأداة خطيرة للتصنت واختراق الخصوصية.
من جانبه، أكد الإعلامي حسن الساعي أن مواقع التواصل أبعدتنا على محيطنا الأسري وحولت العالم إلى قرية صغيرة للتواصل بين الشرق والغرب.
وعدد إيجابيات هذه المنصات من سرعة وصول الخبر وتحولها إلى مصادر للأخبار وشغلت فراغ الكثيرين وسهلت حياتهم التعليمية والعلمية، والأهم أنها أصبحت تمثل مصدر رزق لرواد الأعمال وعائدا ماليا قويا للكثير من الأسر.
وأشار إلى أهم سلبيات هذه المنصات ومنها انتهاك خصوصية الأفراد، والتأثير على الحالة النفسية التي تؤدى إلى الضيق والقلق والتوتر والاكتئاب، والأهم أن منصات التواصل أصبحت مجالا للتنمر الذي انتشر بشدة سواء بالسب أو الابتزاز وإدمان هذه المنصات على مدار الساعة.

إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
القانون وفقًا لأخر تعديل - قانون رقم (10) لسنة 2003 بإصدار قانون السلطة القضائية
في مدونة السلوك القضائي لسنة 2020.. السماح للقاضي بالمشاركة في مواقع التواصل