جريدة الشرق - السبت  17 شوال 1442هـ - 29 مايو 2021

مواطنون ومختصون لـ الشرق: 5 مقترحات لزيادة كفاءة الموظف في العمل عن بُعد

نشوى فكري
رغم الأوضاع والتأثيرات التي فرضتها جائحة فيروس كوفيد - 19 على العالم أجمع، إلا أنها قد أدت إلى بعض النتائج الإيجابية على عدة مستويات، وأبرزها التحول الإلكتروني، والعمل عن بُعد للكثير من المؤسسات والهيئات بالدولة، الأمر الذي يتطلب استمرار الكفاءة والجودة في العمل عن بُعد، حيث قدم عدد من المواطنين بعض المقترحات لزيادة كفاءة الموظف في ظل استمرار العمل عن بُعد، مشيرين إلى أهمية التعرف على قدرات الموظف، ومعرفة احتياجاته، ومدى قدرته على التعامل مع بيئة العمل عن بُعد، وتعزيز مهارته لتتناسب مع المهام الموكلة له، خاصة انه بعيد عن بيئة العمل وزملائه، منوهين إلى أهمية تطوير بعض المهارات اللازمة للموظف ليؤدي عمله عن بُعد باحترافية وجودة عالية.
وقالوا لـ "الشرق" انه مما لا شك فيه أن هناك تأثيرا على سير العمل في بعض المؤسسات والشركات، خاصة أن تجربة العمل عن بُعد تتم لأول مرة في ظل الأوضاع الراهنة، مشيرين إلى أهمية أن يكون لدى كل مؤسسة نظام يقيس مهام وإنجازات الموظف وأداءه في المعاملات اليومية، وعلى أساسها يتم تقييمه ولكن يجب تكييف الموظف مع متطلبات العمل عن بُعد، وتطوير طريقة سير العمل عن بُعد لدى المؤسسات لتتناسب مع هذه التغيرات وطبيعة عملها، حتى يركز الموظف على المطلوب منه بشكل صحيح، مشددين على أهمية التعاون بين الموظف وجهة عمله لبحث الممارسات التي تضمن أعلى مستوى لأداء الموظف، وتحديد مهامه وأدواره.
ناصر المغيصيب: تطوير أساليب العمل لتتناسب مع التغيرات
يرى المهندس ناصر المغيصيب، أننا ما زلنا في المرحلة الانتقالية، خاصة أن أزمة كورونا قد أثرت بشكل سلبي على الجميع، ولكن مع مرور الوقت، تم تحديد التحديات وإيجاد حلول لها، مشيرا إلى أن هناك حالة من التغير الذي يتطلب نوعا من الجهد والتعب خلال فترة التغيير، مما اظهر وجود بعض السلبيات والتي تتلاشى مع الوقت، ويمكن ترتيب الأمور بشكل أكبر، فضلا عن أن المؤسسات استغلتها واعتبرتها فرصة للتغيير، وعززت قدرتها، حتى تتماشى مع التغييرات الجديدة.
وقال إنه في الوقت الحالي بعد تأثير كوفيد - 19 على العالم اجمع، ظهرت بعض النتائج الإيجابية، فالكثير من الدول قد انطلقت في العمل عن بُعد، منذ سنوات طويلة، وذلك لعدة أسباب أبرزها لها علاقة بالطقس وحالة الجو، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أنه خلال فترة العمل عند بُعد ترتفع الإنتاجية، وهذا ما أراه يحدث في دولة قطر، ولفت إلى أن هناك العديد من الإيجابيات للعمل عن بُعد، ومنها راحة الموظف مما يجعله يعمل بضمير، خاصة بعد تلاشي أسباب التشتيت لديه، مثل انشغاله بالموظفين حوله، ولكن في الوقت الحالي الأمور أصبحت مختصرة، موضحا أن المدير سابقا كان يقوم بعمل اجتماعات دورية، ولكن مع كورونا، لابد من تلخيص الكلام والحديث حول المفيد، لتوفير الوقت والوصول لتوضيح الرؤى والأهداف بشكل اكبر، أي تطوير طريقة سير العمل عن بُعد لديها لتتناسب مع هذه التغيرات وطبيعة عملها، حتى يركز الموظف على المطلوب منه بشكل صحيح، وتابع قائلا: أي أن الكثير من المؤسسات والشركات قد استفادت كثيرا من أزمة كورونا، ووفرت على نفسها الكثير من بنود المصروفات، من حيث تقليل الأماكن والمساحات وتقليص عدد الموظفين، إلا أن هذه الأزمة سلبية على الموظف، الذي يساهم في رفع إنتاجيته عند الشعور براحة نفسية، والمؤسسات تستفيد بزيادة الأرباح.
ولفت إلى أن النتائج الإيجابية للعمل عن بُعد تنعكس على الطرفين الجانب المؤسسي والموظفين، منوها إلى أن ابرز النتائج السلبية أن الموظف قد يفقد الجانب الاجتماعي بشكل كبير، ولكن يمكن للمؤسسة أن توفر حلولا من خلال تحديد أيام أو اوقات إلزامية للحضور، وكذلك عمل أيام ترفيهية للموظفين، حيث انه بعد كورونا تقليل فرص العمل متوقف على سوق العمل، والموظفون بحاجة إلى تطوير مهاراتهم لتتماشى مع العمل عن بُعد.
د. أحمد الساعي: آلية لقياس جودة العمل عن بُعد
قال الدكتور أحمد الساعي، إن العمل عن بُعد أو من المنزل لم يعد يعتبر أمراً جديداً وطارئاً، إلا أنه أصبح بعد انتشار وباء كورونا حاجة ضرورية، حتى اصبح العمل عن بُعد له العديد من التأثيرات الإيجابية والسلبية معا، موضحا أن الموظف خلال عمله عن بُعد لا يواجه الضغوط الخاصة بمهام عمله، ولاسيما إن كان يعمل في إحدى الجهات الحكومية أو التي يكون فيها تعامل مباشر مع الجمهور والمراجعين، الأمر الذي يجعله يعمل بحرية ودون ضغوط أو عوامل تشتيت، ولفت إلى انه أيضا في حالة العمل عن بُعد لا ينشغل الموظف بالبيئة المحيطة به، ولكن ذلك لا يعنى زيادة إنتاجيته، لذلك يجب أن يكون معيار الكفاءة من خلال المؤسسات التي تهتم بجودة العمل، منوها إلى أن العمل عن بُعد في بعض المجالات اظهر العديد من السلبيات، ومنها التعليم عن بُعد، والذي لا جدوى منه خاصة للطلاب صغار السن، وذلك لافتقاره للتفاعل المنوط بين الطالب والمعلم داخل البيئة المدرسية.
وأشار إلى أهمية إيجاد آلية لقياس جودة العمل عن بُعد، بما يؤدي لزيادة إنتاجية الموظف ويحقق الجودة المطلوبة في العمل، خاصة في الأعمال التي تنجز مكتبيا يمكن إنجازها عن بُعد، ولكن الإشكالية تكمن في الأعمال التي لها علاقة مباشرة مع الجمهور، والتي قد تتعرقل بشكل كبير.
خالد اليافعي: نظام يقيس مهام وإنجاز الموظف
قال خالد اليافعي - مدير مركز شورى لمهارات الحياة، انه مما لا شك فيه أن هناك تأثيرا على سير العمل في المؤسسات والشركات، خاصة أن العمل عن بُعد أول تجربة، موضحا أن هذا التأثير قد حدث، ولكن ليس في جميع المؤسسات، وإنما في الأماكن التي كانت لا تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير، بينما المؤسسات التي لديها خدمات إلكترونية لم تتأثر بل نجحت هذه المؤسسات في تخليص معاملات المراجعين، وأكد أنه يعد نقطة إيجابية في التحول، حتى أصبحت المؤسسات تركز اهتمامها على الخدمات الإلكترونية للتخفيف على المراجع وقته وجهده والضغوط على الموظف، موضحاً أنها تعد مؤشراً جيداً على نجاح المؤسسة، وتابع قائلا: يجب أن يكون لدى كل مؤسسة نظام يقيس مهام وإنجاز الموظف، بحيث إن كل موظف لديه مهام معينة في المعاملات اليومية، والنظام يوضح التأخير أو القصور، وعلى أساسها يتم تقييم الموظف، أما المؤسسات التي ليس لديها نظام "اتوميشن" وتقييم الموظف بناء على معايير ذاتية، تظلم أصحاب الكفاءات.
ولفت إلى أنه من خلال النظام الآلي يستطيع الموظف تقييم نفسه بناء على الإنجاز والمهام، منوها إلى أن المؤسسة التي لديها نظام مرتبط بأداء الموظف وإنجازه ومسار واضح للموظفين سواء أون لاين أو الحضور، هي الأكثر قدرة على النجاح.
محمد شاهين: تطوير مهارات الموظف ليؤدي عمله بكفاءة
قال محمد شاهين، إن العمل عن بٌعد يعتبر ثقافة جديدة على المجتمع، ولم يتم العمل بها سابقا، إلا انه بعد العمل عن بُعد منذ سنة كاملة مما ساهم في انتشار ثقافة جديدة وممارسات جديدة يمارسها الموظفون، مشيرا إلى أن معيار كفاءة الموظف في العمل يعد محدودا، خاصة أنه خلال هذه الفترة ظهرت تحديات متعلقة بكيفية قياس أداء الموظف عند بُعد، ولفت إلى أن مديري وخبراء الموارد البشرية يضعون الأسس والمعايير التي تمكنهم من خلال قياس أداء الموظف عن بُعد، وبالتالي فهي معايير محدودة حاليا، موضحا انه في المستقبل يمكن وضع معايير مختلفة، بحيث إننا نضمن أن يؤدي الموظف عمله بشكل كبير أو لا، وتابع قائلاً: يوجد بعض المعايير لقياس أداء الموظف مثلا التقارير اليومية، ويمكن للمسؤولين والمديرين أن يطلبوا من موظفيهم إرسال تقارير يومية، بالمهام التي تم تنفيذها على مدار اليوم، مما تعد إحدى أدوات القياس، كما يدل على أن الموظف يقوم بتنفيذ المهام الموكلة له بشكل موثق، وأيضا يجب تكييف الموظف مع متطلبات العمل عن بُعد.
وأشار إلى انه قبل وضع المعايير لابد من التعرف على قدرات الموظف، ومعرفة احتياجاته، ومدى قدرته على التعامل مع بيئة العمل عن بُعد، وأيضا تعزيز مهارة إدارة الوقت لديه، بحيث يتناسب مع المهام الموكلة له، خاصة انه بعيد عن بيئة العمل وزملائه، منوها إلى تطوير بعض المهارات اللازمة للموظف ليؤدي عمله عن بعد باحترافية وبكفاءة وجودة عالية، وأضاف: ولابد من التأكيد على أن العمل عن بُعد تجربة جديدة وبها بعض أوجه القصور، من جميع النواحي سواء من الموظف أو من الرئيس المباشر، ولا يمكن القول إن الموظف هو المسؤول عن تدني أدائه وقلة جودة الخدمات، بل هي عامل مشترك بين الموظف وجهة عمله، لذلك يجب التعاون لبحث الممارسات التي تضمن أعلى مستوى لأداء الموظف، وتحديد مهامه وأدواره.