تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة الوطن - الإثنين 17 رمضان 1443هـ  - 18 أبريل 2022

التسول الإلكتروني.. استغلال لمشاعر العطاء

حذر قانونيون من انتشار ظاهرة التسول الالكتروني خلال الشهر الفضيل، مؤكدين انه ‏أصبح مُقلقا ومزعجا للغاية، حيث ترد رسائل في أوقات مختلفة تطالب الشخص بالتبرع لجهات غير ‏معلومة، مشيرين إلى أن فحوى الرسائل تلعب على مشاعرهم للتبرع لهؤلاء في الشهر الفضيل.‏
‏ ‏‏ وأضافوا خلال استطلاع رأي لـ «الوطن» أن تلك الرسائل وسيلة ابتكرها بعض المتسولين بهدف ‏الاستيلاء على أموال المواطنين والمقيمين على أرض قطر وخاصة أنهم يعلمون أن شهر رمضان هو شهر ‏الخير وتنشط فيه التبرعات، مستغلين ما يتمتع به الشعب القطري من حبّ لفعل الخير والإحسان للفقراء ‏والمحتاجين، لافتين إلى أن المحتالين يبحثون عن وسائل جديدة تُحقق أهدافهم الإجراميّة في الاستيلاء على أموال ‏المواطنين.‏
ولفتوا إلى أن تنامي ظاهرة التسوّل دفع الجهات المختصة إلى إدخال تعديلات على قانون العقوبات تقضي ‏بتشديد العقوبة في قضايا التسول والحصول على تبرعات دون تراخيص، موجهين النصح للمواطنين ‏والمقيمين بالتوجه إلى أقرب جمعية خيرية معتمدة وحاصلة على التصاريح اللازمة لجمع التبرعات عند ‏الحاجة لفعل الخير.‏
وفي سياق مواز حذرت وزارة الداخلية من انتشار ظاهرة التسول في رمضان ووصفتها بالعادة المذمومة ‏والتي يرفضها الدين والمجتمع وتعتبر من السلوكيات غير الحضارية.‏
وطالبت المجتمع بضرورة المساهمة في مكافحة التسول من خلال الإبلاغ على هواتف قسم مكافحة التسول ‏بإدارة البحث الجنائي أو من خلال خدمة مطراش 2.‏
‏أسماء وقصص وهمية‏
في البداية أكد المحامي خالد عبدالله المهندي على قدرة الأجهزة الأمنية وكفاءتها في تتبع المتسولين ممن ‏يتخفون وراء أسماء وهمية ومستعارة عبر حسابات التواصل الاجتماعي، لملاحقتهم وضبطهم وإلقاء القبض ‏عليهم بتهم الاحتيال والابتزاز وجمع تبرعات بدون ترخيص من الجهة المختصة ونصب وتدليس وسرقة ‏والتي تتم جميعها عبر الإنترنت.‏
وقال المهندي إنّ مرتكبي هذه الأفعال يختفون تحت ستار الإنسانية ومساعدة المحتاجين في مناطق ‏الحروب والنزاعات، حيث أرقام هاتفية زائفة تقوم بإرسال رسائل حزينة تحمل عبارات مؤثرة ‏وقصصا لأطفال جياع بهدف استمالة الضحايا واستعطافهم واستدراجهم للإيقاع بهم، منوهاً بأنّ الجهود ‏الأمنية تحرص دوماً على توجيه التوعية والإرشاد والتثقيف للأسر والشباب طوال العام ولا يقتصر ذلك على ‏شهر رمضان فحسب لتوعيتهم وتحذيرهم من الوقوع في فخ الاحتيال.‏
وتابع: تحرص الجهات المعنية بالعمل الخيري والإنساني على توجيه إرشاداتها للجمهور، والتحذير من ‏الوسائل الاحتيالية والمحتالين المطالبين بتبرعات لجهات غير معلومة المصدر والوجهة، وأنه لابد من التوجه ‏للجهات المرخصة والموثوق فيها.‏
‏تطور قانوني لمواجهتها ‏
ومن جانبه يقول المحامي عبدالله السعدي عضو مجلس إدارة جمعية المحامين: تعد ظاهرة التسول إحدى ‏الظواهر الاجتماعية السلبية وغير الحضارية، التي تنتشر في العديد من الدول وتعاني منها المجتمعات ‏خاصة في الشهر الفضيل.‏
وأضاف: تطورت هذه الظاهرة من التسول التقليدي إلى الإلكتروني، الذي يشهد رواجاً عالمياً مع التوسع في ‏استخدام الإنترنت، مستغلاً ساحات التواصل الاجتماعي كمثل أي جريمة أخرى، كما يستغل أيضاً الذكاء ‏الاصطناعي، للإيقاع بضحاياه من المجتمع.‏
‏ ‏وتابع: اتخذ المتسولون طرقاً جديدة منها زيارات المنازل والطرق على الأبواب أو الاتصال العشوائي ‏بهواتف أو إرسال رسائل حزينة ونشر قصص وصور بائسة لأشخاص في مناطق حروب ونزاعات عبر ‏مجموعات الواتساب لاستجداء الآخرينو طالبين المساعدة لإرسال أموال لهم عبر التطبيقات البنكية، ويتم ‏الاحتيال عليهم بطلب مبالغ صغيرة، فهم يسعون لجمع أكبر عدد من الأموال التي لا تثير الشبهة عند عملية ‏تحويلها كإفطار الأسر، أو المساهمة في العلاج وغيرها.‏
وأكد السعدي أن القوانين في دولة قطرتصدت لظاهرة التسول التقليدي والإلكتروني على حد سواء، حيث نص قانون ‏رقم (11) لسنة 2004 بإصدار قانون العقوبات، في المادة 278 المعدلة بموجب القانون (رقم 28 /‏2006) ‏بأنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة، كل من يتسول في الطرقات، أو الأماكن العامة، أو يقود حدثاً للتسول، ‏أو يشجعه على ذلك، ويجوز بدلاً من الحكم بالعقوبة المتقدمة، الحكم بإيداع المتسول إحدى المؤسسات ‏الإصلاحية التي تخصص لذلك‎.
وفي جميع الأحوال، يحكم فضلاً عن العقوبة المقررة، بمصادرة الأموال المضبوطة المتحصلة من الجريمة‎.
ونص القانون رقم (14) لسنة 2014 بإصدار قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية في مادته 10 أنه يعاقب ‏بالحبس مدة لا تجاوز عشر سنوات، وبالغرامة التي لا تزيد على (200,000) مائتي ألف ريال، كل من زور ‏محرراً إلكترونياً رسمياً أو استعمله مع علمه بذلك‎.‎‏ وهو ما يقوم بهم بعض المتسولين الكترونيا. ‏‎
‏ وتفيد المادة 11 أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز ثلاث سنوات، وبالغرامة التي لا تزيد على (100,000) ‏مائة ألف ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب فعلاً من الأفعال التالية: استخدم الشبكة المعلوماتية ‏أو إحدى وسائل تقنية المعلومات في انتحال هوية لشخص طبيعي أو معنوي، وتمكن عن طريق الشبكة ‏المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، من الاستيلاء لنفسه أو لغيره على مال منقول.‏
‏أساليب مبتكرة‏
‏ وبدوره يقول المحامي عبدالرحمن آل محمود عضو مجلس إدارة جمعية المحامين إن الأمر اللافت هو ‏الأساليب المبتكرة للمتسولين الذين تجاوزوا الطرق التقليدية في التسول إلى طرق أكثر حداثة وابتكاراً مثل ‏التسول الإلكتروني، عن طريق الواتس آب حيث يرسل المتسول رسالة مفادها أنه شخصاً مريضاً ويحتاج إلى ‏مساعدة وأن مرضه مزمن، وكذلك استغلال شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وغيرهما في ‏بث صور وغالباً لسيدة شابة ومريضة، والادعاء بأنها مصابة بمرض خطير وتحتاج إلى آلاف الريالات ‏لعلاجها وغيرها من الأساليب.‏
وتابع: كذلك بعض المتسولين يقوم بالدخول علي الشخص المعني عن طريق الواتس آب مدعياً أنه من بلد ‏إسلامي ما ويرغب في حفر آبار أو بناء مدرسة أو بناء مستشفى أو هناك أسرة محتاجة، وكل تلك الأشياء ‏وهمية، لكن في الغالب فإن هؤلاء المتسولين يجدون من يستجيب لهم؛ حيث يستخدم المتسول لغة التعاطف ‏مما يستميل الشخص إلى تصديقه وخاصة مع انتشار مشاعر الخير والعطاء في الشهر الكريم.‏
ويؤكد آل محمود أن القانون واضح في التعامل مع مثل تلك الحالات؛ حيث جرم التسول، وفي حالة ما إذا ‏كان المتسول الذي تم القبض عليه متلبساً مقيماً فيتم عرضه على النيابة العامة والتي تحيل أوراقه إلى ‏المحكمة.‏
وأوضح أن مناطق الأسواق من المناطق التي تكثر فيها حالات التسول وأغلبهم يمارس الخداع من خلال ‏الزعم أن لديهم قريبا في وضع مرضي مزمن ولا تستطيع تحمل التكاليف.‏ وحول أهم النصائح التي يقدمها للمواطنين والمقيمين في هذا الشأن قال: أنصح المواطنين والمقيمين إذا جاء ‏إليهم شخص متسول ويرغبون في مساعدته فعليهم توجيهه إلى أقرب جمعية خيرية، مؤكدا أن قطر بها ‏جمعيات خيرية رسمية وتقوم بدعم الأعمال الخيرية في العديد من البلدان ولذلك لابد للمواطنين أن يذهبوا ‏إليها ويدعموا تلك الجمعيات بالصدقات.‏

إصدار الدستور الدائم لدولة قطر
قانون رقم (14) لسنة 2014 بإصدار قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية
القانون وفقا لأخر تعديل - قانون رقم (11) لسنة 2004بإصدار قانون العقوبات
قانون رقم (28) لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم (11) لسنة 2004
المحامي خالد المهندي: ضبط حالات تسول بالواتساب وإحالتها للقضاء

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك