تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


الراية - السبت24 مايو 2008 

الطلاق والخلع

- تحقيق - منال خيري :
رغم أن مشكلة الزوجات اللاتي يعانين من هجر أزواجهن قديمة وأزلية، وتعتبر من الموروثات في جميع المجتمعات خاصة المجتمعات العربية.. إلا أنها باتت تشكل ظاهرة مخيفة تؤرق العديد من النساء اللاتي يبحثن عن حريتهن، فآلاف النساء يخجلن من التحدث في هذا الموضوع خوفاً من نظرة المجتمع لهن ولم يرفع دعاوي قضائية سوي 10% فقط ونجحن في الحصول علي حكم بالخُلع.
ومع تعقد هذه الظاهرة وتشعبها ترفض العديد من النساء ممن اضطرتهن الظروف أن تصبح مُعلَّقة الحديث للصحافة خوفاً من القيل والقال إلا أن الراية استطاعت أن تخترق هذا الحاجز وتلتقي مع عدد منهن ويتحدثن عن مشاكلهن وآمالهن في نيل حريتهن بالحصول علي الخُلع.
وحسبما يري عدد من الزوجات المعلقات فإن أصابع الاتهام تشير الي عناد الرجل وقسوته، وحب الامتلاك، واستغلال العصمة والقوامة
البداية مع فاطمة التي تؤكد ان السبب الرئيسي في تعليق زوجها لها منذ ثلاث سنوات هو انه ابن عمها ويرفض ان يطلقها حتي لا تتزوج من شخص غيره اما هي فلا تطيق العيش معه نظرا لتصرفاته الاخلاقية غير اللائقة فتوصل الي اتفاق مغزاه ان تظل في عصمته ولكنها تعيش عند اهلها ولا يكون بينهما اي اتصال فأصبحت معلقة تضيف فاطمة انها تتحمل هذا الوضع عن الحياة معه ولكن اصبحت المشكلة في نظرة المجتمع الذي لا يرحم بأي شكل من الاشكال لذا بدأت ارسل له اقاربي لكي يعطيني حريتي ولكن كل المحاولات فشلت بقوله سأتركك هكذا مدي الحياة.
وتواصل فاطمة الحمد لله اننا ليس لدينا اطفال واتصور لو كان هناك اطفال كان من الممكن ان اتحمله ولكن الحمد لله واتمني ان اري اليوم الذي احصل فيه علي حريتي وعائلتي بالطبع ترفض لجوئي للقضاء لانني سأتسبب في مشاكل كبيرة للعائلتين وليس امامي الا انتظار حكم الله فهو العادل الوحيد!
وتحكي سميرة معلقة منذ خمس سنوات إن المعلقات أسوأ حالا من المطلقات، إذ بإمكان المطلقة الزواج مرة ثانية، مما سيعمل علي تغيير نظرة المجتمع لهن، بالإضافة إلي تحسين العديد من أمورهن المادية والنفسية.
وتضيف: أنها لم تعد تعبأ بنظرة المجتمع لها، لثقتها التامة بخلوها من مسؤولية وضعها الذي تعيشه، فيما يتحمل زوجها، ومجتمعها الذي اختار لها هذا الزوج، مسؤولية ذلك - علي حد قولها!
وحول أبرز ما تعاني منه المعلقة تقول سميرة: تردي الوضع المادي للمعلقة هو أبرز ما تعاني منه، وإن كان أهلها من ذوي حال مادية جيدة، الفتاة بعد أن تتزوج، من الصعب أن تطلب مالا من أهلها كالسابق، فهي تظل تشعر بأن لا مسؤولية لهم في تحمل أعباء نفقتها، أو تفاصيل احتياجاتها المادية، مشيرة إلي أن صعوبة وجود وظيفة، وعدم وجود بند يسمح للمعلقة بأن يصرف لها مرتب، أو منحة منقطعة، هو ما يجعل المعلقة بلا مصدر دخل يضمن لها احتياجاتها المادية، لاسيما وإن كان لديها أطفال.
ونوهت إلي أن الحل يكمن في اعتراف المجتمع بنا من باب إنساني، ولو كانت إحدانا هي المخطئة، والمتحملة لمسؤولية وضعها الذي تعيشه، من خلال عدم النظر لنا بأننا متسببات في العديد من جرائم الانحراف الأخلاقي فلماذا يكون المجتمع ظالماً جداً ويكفينا قسوة الازواج!.
أما مها معلقة منذ سنتين فتقول: ان المعلقات أحوج ما يكن إلي ما يخرجهن من الحالة النفسية التي يعشنها، من انعدام الثقة بالذات، والتخوف من المستقبل، والحساسية من نظرة المجتمع، المحتقرة، أو المتعاطفة، بالإضافة إلي الشعور بالظلم، ومسؤولية تربية الأبناء إن كان لديها أبناء، فضلا عن عدم مقدرتها علي الشعور بالحرية الذاتية، لكونها مازالت في عصمة رجل، فبالتالي هي غير قادرة علي الانخراط في السلك الوظيفي لأسباب متعددة، كاحتياجها إلي أذن الزوج لها بذلك، بالإضافة إلي عدم مقدرتها علي الزواج.
وعن الأسباب التي تدفع الأزواج إلي رفض الطلاق تقول مها يرفض الأزواج الطلاق من باب العناد، وفرض السيطرة، أو استغلال العصمة والقوامة، وآخرون يدفعهم الطمع في مبلغ الخلع، وغيرهم من باب الرغبة في أن تعود إليه، حتي مع عدم رغبة الزوجة في ذلك، لافتة إلي أن بعض العقول في مجتمعنا مازالت لا تستوعب أحقية المرأة في طلب الطلاق، متي ما وجدت في ذاتها عدم القدرة علي استكمال الحياة مع هذا الزوج، وهذا ما يدفع الكثيرات إلي الصمت والرضا بأوضاعهن، علي اللجوء للحلول القضائية في ذلك.
وتؤكد رنا التي دخلت في خلافات كبيرة مع زوجها لرفضه تطليقها لأنه قريب لها أن المعلقة لا تحتاج إلا إلي تحسين نظرة المجتمع المحيط بها، مشيرة إلي أن الوعي هو ما ينقص المجتمع في ذلك، بالإضافة إلي مفهوم الوصول إلي حدود عدم الرغبة في الارتباط، فضلا عن توعية المجتمع بأنه ليس بالضرورة أن الزوجة هي المتسببة في وضعها كمعلقة، كما أنه ليس بالضرورة أن كل معلقة عرضة للانحراف الأخلاقي، لكونها تفتقر إلي الدفء العاطفي، والأمن المادي.
وتقول سماح تزوجت أختي من شاب ، وما لبث معها سوي سنتين، وقد رزقها الله منه بنتا ثم غادر البلد إلي مقر أهله دون رجعة، فليس هناك إمساك بمعروف ولا تسريح بإحسان، ولم أعرف ما الأسباب في تعليقه لي.
وقالت نشوي من أجل إرضاء والدي تزوجت من شخص لم أكن أود الزواج منه، وكانت نهايتي معه أن هجرني دون رجعة، ولا أدري ما الأسباب. حاولت الاتصال به عدة مرات لكن دون جدوي. طلبت منه تسريحا بإحسان، لكن لا حياة لمن تنادي.
وتقول هند إنها تزوجت منذ خمس سنوات من ابن عمها، ولم تذق طعم الحياة الزوجية معه، وذهب وتزوج من غيرها ولم يسرحها بإحسان. طلبت منه ذلك ولكن فضل إبقاءها معلقة، فهو لا ينفق عليها، ولا يقوم بحقوق وواجبات الحياة الزوجية، وهي لم تره منذ سنوات، لافتة إلي أن من أسباب حدوث هذه الظاهرة قسوة الرجل، وعدم وجود الثقافة الزوجية لدي كثير من المتزوجين، كذلك الهروب من المسؤولية والمشاكل الأسرية، والمطالبة بإعادة المهر، وزواج المسيار الذي فتح بابا لانتشار ظاهرة الخلافات الزوجية وهجر النساء.
هذا وقد أكدت بعض الدراسات أن المرأة التي يهجرها زوجها تتعرض لأمراض مختلفة مثل الاكتئاب والتوتر والنسيان والمخاوف المرضية أو أعراض سيكو سوماتية وتظهر في شكل اضطرابات في الجهاز المعوي والتنفسي وضغط الدم، كما أن غياب الأب وهروبه يؤثر بشكل مباشر علي الأطفال، فيصبحون أكثر ميلا للوحدة والعزلة، ويسبب ذلك تأخراً في الفصل الدراسي عن باقي الأطفال.
و من الأسباب الرئيسية هروب الأزواج من تحمل أعباء الأسرة، مما يؤدي إلي التفكك الأسري، كذلك الانفتاح علي قيم وتقاليد مختلفة عما هو شائع في المجتمع العربي الإسلامي، والتأثر بالأنماط الثقافية الوافدة، والتي ترتب عليها تغيير الدور التقليدي للأسرة، التي لم تعد هي المصدر الرئيسي لتنشئة الأبناء، بل شاركها في ذلك مؤسسات ونظم عديدة، بحيث يمكن القول إن بعض الأفراد في المجتمع قد فقدوا الإحساس بقيمة الأسرة، مما يترتب عليه تزايد احتمالات هروب الأزواج من تحمل نفقات ومسؤوليات أسرة لم يعد هو سيدها والمسيطر عليها.

قانون رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة
قانون رقم (21) لسنة 1989 بشأن تنظيم الزواج من الأجانب
قانون رقم (11) لسنة 1994 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (21) لسنة 1989 بشأن تنظيم الزواج من الأجانب

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك