تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


الراية - السبت 02/08/2008م

الطلاق أبغض الحلال ولكنه ضرورياً
أبناء الطلاق يدفعون ثمن خلافات الآباء
يواجهون مشاكل نفسية ومستقبلهم غامض
د.عبدالحميد الأنصاري: الطلاق يهدد مستقبل الأبناء ويجعلهم عرضة للانحراف

- تحقيق - جيهان حافظ :
فتح تقرير اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عن أوضاع القطريات لأب أجنبي والذي نشرته الراية ملف مصير أبناء الطلاق الذين يدفعون ثمن خلافات الآباء.
الراية رصدت عدداً من الحالات خلال هذا التحقيق لتضع النقاط فوق الحروف وانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان .
نبدأها مع احدي الفتيات: التي تروي لنا معاناتها التي تصل إلي حد المأساة بعد طلاق والديها: انفصل والدي عن والدتي بعد أن استحالت العشرة بينهما عندما زرعت احدي القريبات المشاكل بينهماً.. والتي بدأت منذ أن كانت أمي حاملاً بي، وولدت في هذا الجو المشحون بالمشاكل وتضيف: كانت هدية أبي لي يوم ميلادي وصول ورقة الطلاق ليد أمي ومن هنا بدأت المعاناة فقد كبرت وعرفت الدنيا ولم أر في البيت سوي زوجة أبي وعشت طوال حياتي أقول لها يا أمي دون أن أدري أنها ليست أمي ولولا الصدفة ما عرفت أن لي أماً أخري تعيش بعيدة عني.. وتواصل الفتاة حكايتها بالقول: ففي احد الأعراس تقابلت صدفة مع سيدة أحسست تجاهها بمشاعر غريبة لم أشعر بها من قبل، مشاعر مختلطة حب وود واحترام وبعد انتهاء الحفل اتصلت بقريبة لي لأتحدث معها طوال الليل عن السيدة التي كانت بالحفل وبعد انتهاء الحوار معها فجرت لي القنبلة بقولها إن تلك السيدة هي أمي الحقيقية التي أبعدها والدي عن محيط حياتي وعلي الفور انتقلت لحضن أمي دون انتظار موافقة أبي الذي حرمني من حنانها طيلة ال22 عاماً وهي عمري كله واستكمالا للوقوف علي الحقيقة قابلنا الأم التي فجرت هي الأخري عدة أسئلة ومنها علي سبيل المثال ما رأيكم في زوج لا ينفق عليّ ولا علي ابنتي ولأتفه الأسباب يتعصب فيصيح في وجهي أمام الجيران ويسب عائلتي ويضربني وعندما حدث الطلاق لم يفكر في ابنتي الوحيدة ومن سيربيها ويرعاها فقد حرمت من رؤية ابنتي والآن وبعد كل هذا العمر البنت ترفض الزواج خوفاً من أن تنال نفس مصيري !!
أخذ القرض وطلقني .. بهذه العبارة بدأت أم فيصل تروي حكايتها ل الراية بقولها بعد رحلة شاقة من الكفاح والعمل المتواصل معاً وبعد حصوله علي القروض بضمان راتبي وبناء البيت تركني وأبنائي وتزوج بأخري في سن ابنتي الكبري وجاء بها إلي البيت فالبيت باسمه وأنا لا أملك شيئاًِ علي اعتبار أن الزوجة وما تملك ملك لزوجها.. وطلبت منه أن يؤجر لها بيت آخر بعد أن تحول البيت لجحيم لا يطاق فرفض بحجة أنه لا يملك الأموال الكافية لاستئجار بيت آخر وطلب مني وأولادي البحث عن منزل آخر نعيش فيه بعد أن أنجبت له زوجته مولوده الأول فتوسلت إليه لأن أبناءنا عددهم 7 أبناء ولا أستطيع أن أواجه بهم الحياة بمفردي فترك لنا الملحق الخارجي بالفيلا المكون من غرفتين وهو مخصص للخدم!!
وتواصل أم فيصل بالقول: وافقت مضطرة من أجل تربية أبنائي السبعة ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد فترة أصبح لا ينفق علي البيت بل وطالبنا باخلاء الملحق واضطررت أن أستأجر بيتاً ب3 أرباع راتبي وأخذت معي فقط نصف الأبناء وتركت النصف الآخر مع الأب لأني لا أستطيع توفير الحياة البسيطة بالنسبة لهم!!
حكاية ثالثة لإحدي الزوجات المطلقات بدأتها صاحبتها بالقول: أسهل شيء أن ينطق الزوج بكلمة أنت طالق ويكررها ثلاث مرات ولكن تبعات الطلاق أشد ألما وأكثر صعوبة مما يظن البعض.. صحيح أنني عندما طلقت حصلت علي الهدوء والراحة النفسية عندما تخلصت من زوج لا يحترمني.. ولكن مشكلة الطلاق أثرت بالأساس علي أبنائي صحيا ونفسيا واجتماعيا فأبنائي ممزقون بيننا ورغم أنني وزوجي السابق اتفقنا علي كل شيء بداية من ترتيب وضع الأبناء قبل الانفصال.. وكذلك مع من ستكون إقامتهم وكيف ستتم رؤيتهم إلا أن أبنائي حقا ممزقون بيننا!!
وتضيف: حقا الطلاق أبغض الحلال ولكنه كان ضروري
لانهاء حياة زوجية فاشلة لأن استمرارها علي النكد وعدم لاحترام هو الجحيم بحد ذاته والضحية هم الابناء!!
وتري إحدي الفتيات البالغة من العمر 25 سنة معاناتها بعد طلاق والديها بقولها: كل القرارات المصيرية الخاصة بحياتنا في يد أبي أوراقنا الرسمية تسجيل اخواتي بالمدارس سفرنا للخارج، كلها بأمر أبي الذي لا يعلم عن أمرنا شيئاً وكثيراً ما تعطلت مصالحنا لهذا السبب حتي أن اختي الاصغر، حصلت علي عمل في جهة حكومية وتطلب العمل الجديد بعض الأوراق ولكن للأسف الأوراق كانت معه وتدمرت نفسية اختي بسبب عناده وتهربه من تحمل المسؤولية فهو يحتجز أوراقنا وجوزات السفر (نكاية) في أمي المسكينة التي لم تنتهي معاناتها بالطلاق وانما استمرت وبقت كجبل يكبر وينحو لتعيش أصعب مراحل حياتها نتيجة تعدد أدوارها وتعدد مسؤولياتها بشكل فاق كل قدراتها ونحن معها!!
وتتدخل فتاة أخري وقع لها نفس المصير في الحوار فتقول: ابي لا يريدني ان اعيش معه وامي لا تستطيع تلبية كل احتياجاتي لماذا تزوجا اذن؟
وتضيف: فبعد انفصالهم اضطررت الموافقة علي الزواج من أول عريس تقدم لي وانا في المرحلة الثانوية كي اتخلص من الفراغ الذي اعيشه وعدم الاهتمام من والدي ومع ذلك لم ينصفني الزوج الذي كان هو الآخر متزوج ولديه ابناء ويكبرني ب 20 سنة وكان يسييء معاملتي ويغضب لاقل سبب ورفض طلاقي ولكني لم استطع تحمل كبرياءه ورفعت قضية خلع ومن المفارقات انني وامي كنا نتقابل صدفة في المحكمة!!
وفي احدي طرقات المحكمة لفت انتباهنا صراخ طفل لا يتعدي عمره العامين فاقتربنا من الفتاة التي تحمله وهي فتاة لا تتعدي العشرين من عمرها جميلة جداً وبجوارها طفل عمره أربع سنوات وبمجرد ان طرحنا عليها السؤال الصعب ولماذا انتي هنا فنطقت علي الفور وبعفوية شديدة: نعم طلبت الطلاق من زوجي نظرا لبخله الشديد وشكه المستمر في سلوكي وعدم ثقته بنفسه وهذا الطفل الذي احمله لم يري والده حتي الآن فقد كنت حامل به عند الانفصال لدرجة ان ابني يتعامل مع خاله علي انه هو والده وهذه قمة المأساة التي اعيشها ولا أدري متي يعرفه أبوه!!
عبدالرحمن الطالب بالصف الثالث الابتدائي نموذج من نماذج القلوب الصغيرة المحطمة الحائرة بين الأب والأم غير القادرة علي تحمل المسؤولية فقد تحول الفتي الي شخصية مضطربة فتصرفاته الانفعالية وسلوكه العدواني مع زملائه بالمدرسة وهذا بشهادة الأطباء واخصائية صعوبات التعلم، فهو طفل وحيد مضطرب أصبح يضرب أي طفل امامه فقط لمجرد لفت الانتباه اليه.. واصبح غير قادر علي التحصيل الدراسي والسبب معروف فهو ضحية الطلاق!!
يقول الدكتور عبدالحميد الانصاري سلبيات الطلاق كثيرة وعواقبها خطيرة جداً علي الأبناء فهم الضحية في المقام الأول والأخير.. فالابناء إذا لم يربوا في حضن الابوين تنشأ سلبيات تصل الي درجة الانحراف بدرجات مختلفة والمجتمع في النهاية هو الذي يجني ثمار هذه الانحرافات والسلبيات ومطلوب هنا دور قوي وفعال لمؤسسات المجتمع المدني.
ويضيف: في العصر الحديث وأمام المد العولمي وثورة الاتصالات وغزو الفضائيات وتقارب الشعوب والمجتمعات اصبحت قضية التربية بالغة الأهمية والخطورة في نفس الوقت، ويجب ان تجند الأسرة واقصد الابوين لهذه المهمة وهي تربية الابناء التربية السليمة التي تحصن وتقوي مناعة أفرادها تجاه هذه المخاطر وكل العوامل التي يمكن أن تؤثر علي مستقبل الأسرة سواء من الذكور والاناث، وعندها أقصد بالتربية لا أقصد فقط الجانب المادي بل أيضاً الجانب المعنوي المتضمن الاحتضان وأشعار الأسرة لابنائها انهم في أيدي أمينة لهذا عندما يحدث الانفصال بين الأب والأم يحدث شرخاً في الأسرة يصيب الابناء في أعماقهم ويعيش معهم حتي مرحلة الشباب وما بعدها ولذلك إذا حدث الطلاق وهو أبغض الحلال فلابد أن نحمي الابناء من مخاطر هذا الانفصال.
وبالتالي هنا والكلام موصول مع د.الانصاري: يجب ان يكون للتشريعات دور في ذلك وإنشاء محكمة خاصة لمعالجة تلك القضايا من الاشراف والرعاية والنفقة والحضانة ورقابة الأبوين للأبناء ولذلك عندنا هنا في قطر محكمة الأسرة لأبعاد الأبناء عن جو المحاكم الأخري مرعاة للجوانب النفسية والمعاناة فلدينا قانون للأسرة ومحكمة للأسرة ومؤسسات كثيرة ترعي الأسرة.
ويضع الدكتور الأنصاري روشتة للعلاج بقوله: ويبقي بعد ذلك ايضاً مهمة الاطراف الأخري مثل المؤسسات الدينية التي لها دور في ذلك فمد اليد الحنينة لابناء التفكك الأسري عن طريق الوعظ والارشاد والتوجيه السليم سواء للأسرة والأم والأبناء ويكونوا علي مقربة من الابناء وعندما يكون هناك شيء نتجه الي علماء الدين لحل الأزمة خاصة وأن الأسر تستمع لنصيحة علماء الدين.
خاصة أيضاً إذا كانت الأم حاضنة للأولاد ولا تريد للأب رؤيتهم فالكلمة الطيبة صدقة وتلطيف الأجواء شيء ضروري وبالتالي علي المؤسسات الدينية أن تكون علي مقربة من هذه الأسر.
ويضيف: أيضاً الإعلام له دور قوي من خلال طرح المشاكل والقضايا وأخذ آراء المختصين فيها كما هو الحال في امريكا واوروبا الذين يستضيفون المختصين في علم النفس والاجتماع لاسداد النصح والارشاد للابناء والاب والام.
كذلك الجيران والاقرب وأفراد المجتمع لهم دور في حسن معاملة أبناء الطلاق فهنا علي الجيران بأن يشعروا هؤلاء بأنهم في أمان وأن هناك نوع من الرعاية والاهتمام وهذا يخفف الضغط عند الاولاد لانه عندما يتربي الابناء في كنف أحد الأبوين فهو اشبه بالايتام ولهذا يلعب التكافل الاجتماعي دور حيوي.. صحيح الاب موجود ولكن الاحساس بالظلم والشعور بالحاجة هو نفس احساسهم باليتم خاصة الاعمار الصغيرة من 12 الي 18 سنة.
لذلك أري أن ضحايا التفكك العائلي أشبه باليتم الاجتماعي ومن هذا المنطلق هؤلاء بحاجة الي المزيد من الرعاية والاهتمام من كل أفراد المجتمع ومنظمات المجتمع المدني.
ويقول الشيخ عبدالسلام البسيوني: أحمل المسؤولية الكاملة أولاً وأخيراً للوالدين فمهما كان حجم الخلاف والمشكلة فهم المسؤولان المباشران عن الابناء، لكن الانسان دائما لحظة الغضب يهدم المعبد علي رأس الجميع ويكون الضحية هم الأبناء فالرجل يتزوج والمرأة تتزوج وقد رأيت عشرات الحالات يعاند فيها الأب والأم معاً ويتشبث كل واحد برأيه والضحية هم الأولاد.
ويضيف: يتشاجرون ويختلفون كما يشاؤون ولكن بعيداً عن الابناء وخاصة الفتيات وتحديداً إذا كانت مقدمة الفتاة علي الزواج لان الكثير من الناس يأخذون الأم مرجعية للفتاة فإذا كانت غير مستقرة في حياتها يخافون الزواج بهذه الفتاة وبالتالي أيضاً لو كان الاب والام مطلقان فيقولون مع نتفق مع الأب الذي لا يعرف شيء عن أولاده أم الأم وخلافاتها وعدم استقرارها فيضطرون الي صرف النظر عن هذا الزواج.
ويري الشيخ البسيوني: الحل في تدخل المؤسسات الاجتماعية لرعاية الابناء والجمع والاصلاح بين الاب والام لصالح الأولاد حتي لو تزوج الاب بأخري أوجبت عليه وجوباً قانونياً بإعطاء أولاده الوقت الكافي والانفاق عليهم ورعايتهم ومتابعتهم وأنا الأن أمامي حالة أعاني منها منذ عدة شهور فالرجل تزوج بأخري والأم عنيدة ومصرة علي الطلاق وتريد البعد عن الأولاد فهي تقوم بدور تدميري رغم تقارب الاب وخوفه الشديد علي أولاده وحرصه علي تربيتهم بطريقة صحيحة والانفاق عليهم.. لكن الأم تعاند وتكابر ولذلك الذي يلزمهم هنا هو القانون والدولة.. تلزمهم برعاية الابناء بغض النظر عن الخلافات القائمة بين الأبوين!!!

قانون رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة
قانون رقم (21) لسنة 1989 بشأن تنظيم الزواج من الأجانب
قانون رقم (11) لسنة 1994 بتعديل بعض أحكام القانون رقم (21) لسنة 1989 بشأن تنظيم الزواج من الأجانب
مرسوم بقانون رقم (38) لسنة 2002 بإنشاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
قرار أميري رقم (6) لسنة 2007 بتشكيل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
قرار أميري رقم (15) لسنة 2003 بتشكيل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
قرار أميري رقم (4) لسنة 2008 بتعديل بعض أحكام القرار الأميري رقم (6) لسنة 2007 بتشكيل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان
الطلاق والخلع
تعزيزوحماية حقوق الانسان
دورة عن أحكام الطلاق بمركز الإستشارات العائلية
الأمير يصدر قانونا بتعديل إنشاء لجنة حقوق الإنسان

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك