تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


 الراية - الأحد31/8/2008 م

مشروع وطني لحماية الحرف والصناعات الشعبية
تشمل السدو وخياطة البشوت وصياغة الذهب
ملتقي عربي في قطر 2010 لإحياء دورها وشراكة مع اليونسكو لتدريسها بالمدارس
 قانون جديد لحماية الحرف الشعبية وخلق أسواق محلية لبيع منتجاته

الدوحة - قنا :
"كانت مهنتنا مزدهرة وتدر دخلا نعتاش منه اما اليوم فالوضع قد تغير كثيرا" بهذه العبارة يلخص صالح وطن مهنة النداف التي كانت مزدهرة في قطر والخليج قبل وقت ليس بالبعيد..
"صالح وطن" الذي التقيناه في القرية التراثية خلال مهرجان صيف الدوحة 2008 كان حديثه مزيجا من الألم والأمل..الألم من ان تندثر هذه المهنة وغيرها من الحرف والصناعات القديمة التي مازال بعضها يصارع من اجل البقاء..والأمل في مستقبل يحمل معه بشارات الحفاظ علي هذا الموروث الذي يشكل جزءا من هوية وثقافة البلد.
"وطن" ليس الوحيد الذي يخشي ان تتحول مهنته الي حديث تتناقله الألسن او مجرد سطور في بطون كتب التاريخ بل هناك الكثير من الحرفيين وذوي الصناعات القديمة الذين يشاركونه ذات الشعور وان كانوا في الحقيقة يثنون علي الجهود الكبيرة التي تبذل من اجل الحفاظ علي هذه الحرف والصناعات ويرون ان اهتمام الدولة بالأسواق الشعبية العريقة ومشاركاتهم في الفعاليات الثقافية داخليا وخارجيا يصب في هذا الاتجاه.
"السدو" "الخوص" "صياغة الذهب" "خياطة البشوت"...مسميات لحرف وصناعات قديمة شكلت مع غيرها عصب الاقتصاد التقليدي في الماضي ليس في قطر فحسب بل في دول المنطقة ككل اندثر البعض وبقي البعض الأخر يقاوم كل عوامل الفناء بفضل جهود العديد من الجهات والمؤسسات المهتمة بالتراث داخل الدولة.
وللحرف والصناعات الشعبية اهميتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياحية والثقافية..فهذه الصناعات تندرج في اطار الصناعات الصغيرة التي تساهم في الحد من البطالة وتساعد علي الاستفادة القصوي من الموارد البشرية من خلال خلق فرص العمل المختلفة واستيعاب اعداد لابأس بها من القوي العاملة وبمؤهلات علمية بسيطة الي جانب مرونتها في الانتشار وخلق مجتمعات انتاجية في مناطق مختلفة.
وفوق ذلك كله فان الحفاظ علي هذه الحرف والصناعات الشعبية هو حفاظ علي الهوية الوطنية وحماية للموروث الثقافي والحضاري.. هذا فضلا عما تشكله هذه الحرف من جذب سياحي اذا ما احسن استغلالها بشكل امثل.
واقع الحرف والحرفيين كان محور حديثنا مع السيد حمد المهندي مدير لجنة التراث الشعبي التابع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث الذي يؤكد لوكالة الأنباء القطرية قنا ان الاهتمام بالأعمال القديمة من حرف وصناعات ومهن هو في صلب اهتمام العديد من المؤسسات وفي طليعتها المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث سابقا وزارة الثقافة حاليا.. لافتا الي ان هناك الكثير من المؤسسات التي تدرب وتهتم بالمهن وتضع الكتيبات الخاصة بهذه الحرف والصناعات الشعبية.
ويكشف المهندي النقاب عن برنامج وطني للحفاظ علي الحرف والصناعات الشعبية بدولة قطر تشارك فيه العديد من المؤسسات المهتمة بالتراث داخل الدولة
ويوضح ان الهدف من المشروع هو بلورة رؤي وافكار مختلف الجهات بشأن آليات وسبل الحفاظ علي هذه الحرف والخروج بتصور شامل ورؤية وطنية منهجية قابلة للتطبيق علي ارض الواقع وتكون بمثابة الدليل والمرشد لكافة الجهات ذات الصلة بالحفاظ علي التراث الشعبي.
ويتضمن المشروع وضع تصور وطني حول الحرف والصناعات التقليدية واصدار قانون لحماية الحرف والصناعات التقليدية بدولة قطر واحيائها وتطويرها وخلق اسواق محلية في مراكز مهمة بالدولة لبيع منتجات هذه الحرف والصناعات.
ويمر مشروع البرنامج الوطني للحرف والصناعات بعدة مراحل لوضع تصور نهائي لتنمية وتطوير ما يصلح من الحرف والصناعات التقليدية لمتطلبات العصر وما يقتضيه من اسس الرعاية والحماية لهذه الحرف والصناعات وكذلك ممارسيها بمايضمن استمرارها علي النحو المأمول.
ويذكر رئيس لجنة التراث بوزارة الثقافة ان المرحلة الأولي من المشروع تشمل حصر الحرف والصناعات التقليدية ومنتجاتها وخصائصها وكذلك حصر الحرفيين وجميع مايتعلق بهم من بيانات ومعلومات بالاضافة الي حصر الجهات والمؤسسات المعنية بالحرف والصناعات التقليدية وعدد الحرفيين بها وسبل رعايتهم وتنمية مواهبهم .
وفي المرحلة الثانية سيتم طرح برنامج المشروع كاملا ومناقشته مع الجهات المعنية بالحرف والصناعات التقليدية بغية الوصول الي رؤية جماعية بشأنه تضمن مشاركة هذه الجهات في التنفيذ.
اما المرحلة الثالثة فسيتم تحليل البيانات والمعلومات بعد اكتمالها للوصول الي تصميم البرامج التدريبية للحرفيين وتقديم تصور مناسب لرعايتهم وتقديم الرؤية الموضوعية لتطوير ما يمكن تطويره من الحرف والصناعات بحيث لاتنفصل هذه الحرف عن جذورها من جهة وفي الوقت ذاته تلبي متطلبات العصر الحالي.
وتتضمن المرحلة الاخيرة متابعة تنفيذ البرامج التدريبية للحرفيين وتذليل العقبات التي قد تعترضهم وتشجيعهم لمواصلة تطوير حرفهم عن طريق تنظيم المسابقات الابداعية واقامة المعارض وتسويق هذه المنتجات وذلك وفق الية تخدم استمرارية المشروع ودمجه في الحياة اليومية للانسان القطري بالتدرج.
ويطرح المشروع أليات عملية للتنفيذ ومنها حصر الحرف والحرفيين والجهات المهتمة التي تعني بهذه الحرف والاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية من خلال طلب استشارات تخصصية من بيوت الخبرة العالمية وتنظيم معرض سنوي للحرف والصناعات التقليدية.
ويقول المهندي ان البرنامج لايزال في مرحلته الاولي وهي حصر الحرف والحرفيين.. وتوقع ان يتم الانتهاء من مراحل البرنامج كاملا خلال العام المقبل.
ويؤكد رئيس لجنة التراث ان البرنامج سيحقق اهدافه المرجوة وسيخرج بنتائج مهمة خاصة ما يتعلق منها بتأكيد الوعي بأهمية الحرف واصدار قانون يحمي الحرفيين والصناع ومنتجاتهم من التقليد وخلق وظائف عمل للشباب في تلك الحرف الي جانب تسجيل وتوثيق تلك الحرف للحفاظ عليها وتطويرها.
ويأمل المهندي ان يساهم المشروع في حل الكثير من الاشكالات والصعوبات التي تواجه الحرف والحرفيين والجهات المهتمة بالتراث وان يستوعب مختلف الرؤي والافكار والوصول الي رؤية وطنية متفق عليها.. لافتا الي أن الاهم هو اصدار قانون يحمي المنتجات الحرفية المحلية وخلق سوق لها حتي يكون لها مردودها الاقتصادي يستفيد منه الحرفيون انفسهم.
وبشأن التعاون علي المستوي الاقليمي في مجال الحفاظ علي المهن يؤكد المهندي ان التعاون والتنسيق قائمان مع العديد من الدول وكذلك من المنظمات الدولية المعنية بالثقافة والعلوم.
وقال: ان وزارة الثقافة تخطط حاليا لملتقي عربي واسع في قطر حول الحرف والصناعات التقليدية في العام 2010 في اطار فعاليات الدوحة عاصمة للثقافة العربية .
وذكر انه يتم دراسة اقامة شراكة مع احدي المؤسسات التابعه لمنظمة اليونسكو لإعداد منهج للتدريب علي الحرف والصناعات يمكن طرحه في المدراس .
وبشأن دور القطاع الخاص في هذا المجال يشدد رئيس لجنة التراث بوزارة الثقافة علي اهمية الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص في مجال الحرف والصناعات التقليدية.. مبينا ان بإمكان القطاع الخاص ان يدعم المراكز الحرفية في البلاد او أن ينشئ مثل هذه المراكز وفق رؤي وخطط علمية كما يمكن ان يدعم الحرفيين عن طريق شراء منتجاتهم واعادة تسويقها محليا وخارجيا.
ويشير السيد محمد البلوشي الخبير بإدارة التراث بوزارة الثقافة الي ان الاهتمام بالحرف والحرفيين ووضع برنامج وطني للحفاظ علي الحرف والصناعات التقليدية هو مسؤولية مشتركة بين مختلف الجهات في الدولة سواء ذات العلاقة المباشرة بالحرف او غيرها من الجهات المهتمة باعتبار ان هذه الحرف احد اركان التراث الشعبي.
وبالعودة الي استعراض المهن والحرف والصناعات التقليدية يلاحظ ان البيئة القطرية وعناصرها الأولية لعبت دورا في تحديد نوع الحرف والصناعات الشعبية التي كانت تمارس او لا تزال تمارس حتي اليوم حيث كانت وسيلة من وسائل العيش والانتاج وطريقة من طرائق العمل والتفكير تساعد الناس علي توفير حاجاتهم المادية والمعنوية.
ويوضح السيد البلوشي ان الحرف والصناعات كان لها طابعها الخاص والمميز في الماضي حين نجد الآباء والامهات يقومون بإعداد كل مستلزمات الحياة في مواد اولية موجودة في البيئة المحلية حيث ان دول الخليج لم تكن تعرف الاستيراد لاحتياجاتها كما هو عليه اليوم فكان هناك البناء وصائغ الذهب والقلاف والحداد والصفار والغواص والخراز وغير ذلك كثير.
ويري البلوشي ان هناك خلطا لدي الكثير من الناس بين المصطلحات الثلاثة الحرفة والمهنة والصناعة عند الحديث عن التراث الشعبي.. مشيرا الي ان هناك فرقا بين المسميات الثلاثة حيث ان الحرفة مشتقة من الاحتراف ولها منتج ويدخل فيها عنصر الابداع وقد تستخدم فيه اليد فقط.. في حين ان المهنة هي القيام بعمل ما كرعي الغنم.. والصناعة هي تحويل مادة خام الي مادة جديدة مغايرة مثل صناعة السفن.
ويستعرض السيد محمد البلوشي من ادارة التراث اهم الحرف والصناعات الشعبية في قطر ومنها السدو والخوص وصياغة الذهب والنداف والحدادة وخياطة البشوت والزخرفة الجبسية وغيرها.
ويشير الي ان الحرف والصناعات الشعبية التي كانت فاعلة قديما اندثر اغلبها وبقي البعض مستمرا بفضل الدعم المناسب من قبل الدول واجهزتها المختلفة المعنية بالتراث الشعبي.
ومن الحرف التي لا تزال حية حتي اليوم وتمارسها بعض النسوة في قطر حرفة السدو حياكة النسيج او حياكة الصوف وهي من الحرف التقليدية التي انتشرت في البادية فمادتها الأولي هي الصوف والوبر وشعر الماعز والقطن .
ومن الادوات المستخدمة في هذه الحرف النول والمغزل والمنشزة ومن اهم منتجاتها بيت الشعر والقاطع والعدول والمزاود والسفايف والزولية والبساط والمساند والعقال عقال البعير والخروج.
اما الخوص فهو من الصناعات التي اندثرت في قطر وتحاول الجهات المعنية في الدولة احياء هذه الحرفة التي تعتمد اعتمادا كليا علي النخيل في تأمين المادة الخام للصناعة مثل السعف او الاوراق الجريدة ومن اهم منتجاتها الحصير والمنسف والمهفة والسفرة والزبيل والمخمة والقلة والمشب والسرود والمجبة والاقفاص.
وتعد حرفة صياغة الذهب من الحرف القديمة في قطر ويشكل الذهب الهيكل الرئيسي في هذه الحرفة التي تستخدم فيها ادوات عدة منها المطارق والسنديان ومماسك حديدية ومناشير ومبارد ودهان الصقل والمصهر المكان الذي يصهر فيه الذهب .
وما زالت المرأة القطرية حريصة علي لبس الحلي خاصة في" ليلة الحناء" التي لم تتغير في طقوسها وعاداتها عن السابق.. كما ان لليلة الكرنكعوه حليها القديمة الخاصة التي تزين اعناق الفتيات الصغيرات وجباههن ما يدل علي ان المرأة القطرية ما زالت محافظة علي تراثها رغم التطور الذي طال هذا الجانب.
ومن اهم الحلي التي تستخدمها المرأة في قطر خاصة في بعض المناسبات الحجل الخلخال والقرط والاساور وقطر الانف زميم القلائد ومن انواعها المرتعشة والمرتهش والمرية والنقلس.
ومن المهن البسيطة التي مارسها اجدادنا في السابق هي فلق المحار وتعني شق المحارة لاستخراج اللؤلؤ منها باستخدام المفلقة وهي اداة حادة تشبه السكين وهذه المهنة يقوم بها كل البحارة والغاصة الموجودين علي ظهر المركب.
ومن المهن ايضا صناعة قراقير العسق التي تصنع من جريد النخيل وتستخدم لصيد الاسماك في المياه الضحلة.
ويقول السيد عبدالله بن أحمد الذي يعمل في هذه المهنة منذ سنين ان الطلب علي قراقير العسق لا يزال قائما لأنها تستخدم في الصيد او في الزينة.
ويوضح انه يتم تصنيع هذه القراقير بتجفيف جريد النخل في الشمس لمدة تصل الي أسبوعين.. وبعد أن يجف العسو يتم نقعه في الماء ليومين او ثلاثة الي أن يلين ليتم تشكيله لصناعة السلال او القراقير.
وهناك حرفة التطريز التقليدي خصوصا في البشوت وبعض الملابس النسائية والتطريز يشتمل علي الكورار والتلي والنقده وتمارسه النساء وله نواح جمالية.
وذكر البلوشي ان بعض الحرف تندثر ليس لأنه لم يحافظ عليها بل لعدم حاجة الناس لها كحرفة الندافة التي لم تعد مرغوبة لأن الناس اصبحت تستخدم الفرش المضغوطة والتي لا تحتاج الي نداف لأن المجتمع لم يعد بحاجه له.
وقال: ان استخدام التكنولوجيا في المجال الحرفي لا ينفي اصالة المنتج لكنه يشدد علي ضرورة المحافظة علي الاساليب التقليدية في الحرف وتطويرها وتوظيفها.
وهناك حرف وصناعات ومهن اخري مارسها الأجداد ومنها مروب الشباك الذي يقوم بإعادة تصليح التالف من شباك الصيد، والزخرفة الجبسية والدرزي ومطوع القرية والنداف والحداد وهي كلها من المهن والحرف الجميلة والرائعة المرتبطة بتراثنا العريق.
خلاصة القول: ان الحرفي والصانع لعب دورا رئيسيا في تشكيل تاريخ هذه المنطقة وساهم بشكل اساسي في اقتصاداتها قبل ظهور النفط ومن الضرورة بمكان رعاية الحرف والصناعات والاهتمام بأصحابها ولعل البرنامج الوطني للحفاظ علي الحرف والصناعات التقليدية يشكل نقطة تحول نحو حماية تراثنا وتحقيق طموحات وآمال "صالح وطن" وكل اصحاب الحرف والمهن والصناعات الشعبية علي هذه الأرض المعطاءة.

قانون رقم (10) لسنة 1988م بشأن السماح لمواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيةبممارسة المهن الحرة جديدة بدولة قطر
مرسوم بقانون رقم (23) لسنة 1990 بتنظيم وزارة الصناعة والأشغال العامة وتعيين اختصاصاتها
قرار وزير الاقتصاد والتجارة رقم (33) لسنة 2003 بشأن تأسيس شركة (الصناعات القطرية) شركة مساهمة قطرية

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك