تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة الراية - الخميس 19-8-2010م

الموجة الحارة أجبرت الشركات على الالتزام بساعات العمل

* وزارة العمل تحذر الشركات من تعريض عمالها للخطر في الشمس
* حملات رقابية مكثفة للتأكد من التزام جهات العمل بالساعات المقرّرة
* تحذيرات طبية من مخاطر أمراض الصيف وتقلبات الطقس على الصحة

الدوحة – الراية:
أجبرت موجة الحر التي شهدتها البلاد خلال الأيام الماضية الهيئات والشركات على الامتناع عن تشغيل عمالها إلا ساعات محدودة خلال النهار حتى لا يتعرّضوا لضربات الشمس، حيث شهدت كل مشروعات البناء وإصلاحات الطرق توقفاً تاماً خلال ساعات النهار .
كما قامت الهيئات والشركات بتغيير مواعيد عمل العمال بحيث تبدأ بعد غروب الشمس لضمان سلامة العمال وانجاز المشروعات المتأخرة .
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه وزارة العمل جميع الشركات وأصحاب العمل الى الالتزام بالقرار الوزاري الخاص بتحديد ساعات العمل في الأماكن المكشوفة خلال الصيف.
ويتضمّن القرار تحديد ساعات العمل للأعمال التي تؤدى تحت الشمس والأماكن المكشوفة خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 31 أغسطس من كل عام بحيث لا تزيد على خمس ساعات في الفترة الصباحية ولا تتجاوز الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً .
وأهابت وزارة العمل بأصحاب الأعمال مراعاة الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة من واقع الأرصاد الجوية. وطالبت في هذا السياق بعدم تعريض العمّال للشمس لساعات طويلة في حال ظهور دلائل على ارتفاع درجات الحرارة حفاظاً على سلامتهم وصحتهم.
ويلزم القرار صاحب العمل بأن يضع جدولاً بتحديد ساعات العمل اليومية طبقاً لأحكام هذا القرار وأن يضع هذا الجدول في مكان ظاهر يسهل على جميع العمال الاطلاع عليه وبحيث يتمكن مفتشو العمل من ملاحظته عند قيامهم بالزيارات التفتيشية. ويقضي القرار بغلق مكان العمل الذي لا تراعى فيه تلك الأحكام لمدة لا تتجاوز الشهر ويكون الغلق بقرار من وزير العمل.
وقد شهدت الفترة الماضية حملات رقابية مكثفة للتأكد من التزام الهيئات والشركات بساعات العمل التي تضمنها قرار وزير العمل والتخطيط العمراني ، وتحرير مخالفات ضد الجهات المخالفة بعد اخطارها وتنبيهها بمخاطر تشغيل عمالها في درجات الحرارة المرتفعة.
كما ناشدت إدارة الأرصاد الجوية المؤسسات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص بتبني سياسة احترازية وتوخي الحيطة والحذر أثناء تعرض العاملين لديهم لأشعة الشمس المباشرة وتغيير ساعات العمل إلى أوقات مناسبة .
وقد قام مشروع النظافة العامة بوزارة البلدية والتخطيط العمراني بتعديل مواعيد العمل للفترة الصباحية بسبب حرارة الجو وتجنباً للأعراض المرضية التي تصاحب حرارة الشمس مثل ضربات الشمس وحالات الجفاف وغيرها، التي يتعرض لها العمال عادة في مثل هذا الوقت من كل عام.
وقال السيد سفر مبارك آل شافي مدير المشروع انه تم توجيه مديري العمليات بأن تنتهي الفترة الصباحية عند الحادية عشرة صباحاً، على أن يتم استئناف العمل بعد الرابعة مساءً ما عدا الحالات الطارئة التي سوف يتم الترتيب لها حسب كل حالة، منوهاً باهتمام المشروع ببيئة العمل وسلامة العاملين والحفاظ على صحتهم، تنفيذاً لتوجيهات سعادة الشيخ عبدالرحمن بن خليفة آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني.
وفي سياق متصل حذر أخصائيو التثقيف الصحي من ان ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة التي تميز فصل الصيفي قطر تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان عبر إصابته ببعض الأمراض المعروفة باسم "أمراض الصيف".
ودعا الدكتور مأمون ربيع مثقف صحي بالمجلس الأعلى للصحة الى الأخذ بأسباب الوقاية من الإصابة بأمراض الصيف خاصة التعرض لضربة الشمس التي قد تؤدي في بعض الاحيان الى الوفاة إذا لم يتم التعامل مع حالة المصاب بالشكل الصحيح.
وقال الدكتور مأمون ربيع: إن المناخ في قطر يشهد في فترة الصيف ارتفاعاً في درجة الحرارة والرطوبة حيث تتجاوز نسبة الرطوبة ستين بالمائة او اكثر مع درجة حرارة تفوق الأربعين درجة مئوية خصوصاً بين شهري يونيو وسبتمبر ما قد يترتب عن ذلك بعض الأمراض التي تصيب العمال خاصة الذين يشتغلون في الأماكن المكشوفة. واضاف: ان ضربات الشمس والإعياء الحرارى والنزيف الأنفى وبعض متاعب القلب المفاجئة وتأثر العينين من أشعة الشمس الضارة تعد من أبرز الاخطار الصحية الطارئة التي يتعرّض لها الانسان في الصيف وهي ما تعرف بـ"الطوارئ الصيفية".
وأوصى في هذا الصدد بأخذ الحيطة والوقاية خلال هذه الفترة بغية التعايش مع الحرارة المرتفعة جدّا واشتداد اشعة الشمس خاصة أن درجة حرارة جسم الانسان تضطرب في حال ارتفاع درجة الحرارة الخارجية بنسبة كبيرة مع ازدياد الرطوبة التى تقلل من فعالية العرق في خفض حرارة الجسم . ونبه الى ان اخطر ما يتم في هذه الحالات الطارئة انها تحتمل الكثير من التصرفات الخطأ والاجتهادات غير المبنية على العلم والمستندة الى الخبرات المشوشة والجهد التطوعي العفوي من جانب البعض. وأوضح ان ضربة الشمس التي تعد من ابرز مخاطر فصل الصيف تحدث نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو خاصة اشعة الشمس المباشرة وسببها اختلال في المراكز الحساسة بالمخ وبصفة خاصة مركز تنظيم الحرارة الذي يعجز عن حفظ الحرارة عند معدلها الطبيعي حيث ترتفع حرارة الجسم المركزية الى اكثر من أربعين درجة مئوية. وأكثر من يصاب بضربة الشمس الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والسكري ومدمنو الكحول والمخدرات أو أولئك الذين لم يألفوا الاجواء عالية الحرارة. واكد الدكتور مأمون ربيع خطورة عدم اسعاف المصاب بضربة الشمس فوراً لأن ذلك قد يؤدي إلى صدمة تؤثر على كل أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة خاصة الأجزاء الحيوية من المخ .. مشيرا الى ان خطورة الحالة ومضاعفاتها تتوقف على سرعة إسعاف وعلاج المصاب التي تعتمد أساساً على تبريد الجسم وإعطائه السوائل الوريدية لمنع حدوث الوفاة.
واستعرض الدكتور مأمون في تقرير نشرته وكالة الأنباء القطرية بعض الاعراض والعلامات المصاحبة لضربات الشمس ومنها ارتفاع في درجة حرارة الجسم إلى أكثر من أربعين درجة مئوية مع صداع وغثيان وتقيؤ مع دوار . كما يكون جلد المصاب حارا جدا مع احمرار وتوقف التعرق الى جانب زيادة في سرعة النبض والتنفس مع اعياء شديد واضطرابات عصبية تشمل حركات عضلية لا إرادية مع تشوش في الوعي او تصرفات عدوانية وقد تتطور الى فقدان الوعي التام. وفي حال لم يعالج المريض سريعا فإن وضعه الصحي سوف يتعقد ويصاب باختلاطات عديدة منها الفشل الكبدي والكلوي وتخثر ينتشر في داخل الأوعيةَ الدموية وهي امور كلها قد تؤدي الى الوفاة".
وأكدت السيدة علياء حسن الكواري رئيس قسم برامج التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى للصحة ضرورة نقل المصاب بضربة الشمس إلى ظل أو إلى مكان بارد مع خلع ملابسه الخارجية ثم نقله على وجه السرعة الى قسم الطوارئ لوضعه تحت العناية المركزة حيث يتم العلاج بالتبريد السريعِ بواسطة لف المصاب بشرشف مبلل بالماء البارد أو رشه باستمرار بالماء البارد مع استخدام مروحة هوائية لتهوية المصاب "لزيادة خسارة الحرارة" مع استخدام كمادات الثلج في منطقة الابطين مع ملاحظة العلامات الحيوية مثل "التنفس، النبض، الحرارة" مع إعطاء المحاليل الوريدية اللازمة.. وقد يحتاج المريض الى عقاقير مهدئة في حالة وجود تشنجات عصبية. واشارت الى الامراض الاخرى التي تصيب الانسان في فترة الصيف ومنها الاجهاد او الإنهاك الحراري، لافتة الى انه يحدث نتيجة فقدان الجسم كميات كبيرة من السوائل والاملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة خاصة عند بذل مجهود شاق ما يؤدي إلى اضطراب في وظائف الجسم الحيوية حيث ترتفع حرارة الجسم المركزية بين سبع وثلاثين الى أربعين درجة مئوية.
وهناك عدة اسباب لحدوث الإجهاد الحراري فإلى جانب ارتفاع حرارة الجو والرطوبة العالية فإن عدم تناول كميات كافية من السوائل والاملاح والاعمال الشاقة وارتداء الملابس غير الملائمة تؤدي الى فشل جهاز تنظيم الحرارة في الجسم وبالتالي حدوث الاجهاد الحراري. وذكرت علياء الكواري أن الأعراض والعلامات المصاحبة للاجهاد الحراري تتمثل في الصداع وعدم اتزان وغثيان مع تعرق شديد وتقلص وألم حاد بالعضلات مع ضعف عام وسرعة النبض والتنفس واضطراب في الرؤية الى جانب العطش الشديد وانخفاض معدل ضغط الدم. ويبرز الدكتور مأمون ربيع اخصائي التثقيف الصحي بعض اجراءات العلاج والاسعافات الاولية التي تقدم للمصاب بالاجهاد الحراري ومن بينها إبعاد المصاب عن الجو الحار ومنحه الراحة التامة مع تبريد الجسم بواسطة الكمادات الباردة وتناول كميات كافية من السوائل والاملاح عن طريق الفم او في حالات اخرى عن طريق الحقن بالوريد، وقد يحتاج المصاب الى خمسة لترات او اكثر من السوائل. ويحدد العاملون في مجال التثقيف الصحي بعض طرق الوقاية من ضربة الشمس او الاجهاد الحراري واولها بالطبع تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر المستطاع خاصة وقت الظهيرة ووضع قبعة أو غطاء على الرأس أو استخدام مظلة شمسية ونظارة شمسية لحماية العينين وارتداء ملابس خفيفة فضفاضة لونها فاتح ويفضل أن تكون قطنية الى جانب الاكثار من شرب الماء " 8 أكواب يوميا" وقد يلزم الأمر شرب 15 لترا من الماء المضاف إليه 3 ملاعق من ملح الطعام وبعض أنواع العصائر. ومن إجراءات الوقاية أيضا تناول وجبات طعام صحية "خضراوات وفواكه وحبوب"، باعتبار ان خمسين بالمائة من وزن الطعام يحتوي على سوائل، الى جانب تجنب وضع الزيوت والكريمات على الجلد، لأنها تمنع التعرق وبالتالي ترتفع حرارة الجسم، والتأكد ان المكان الذي يوجد فيه الشخص يوفر تهوية جيدة وبرودة معتدلة ورطوبة قليلة بالاضافة الى التقليل من القهوة والمشروبات المنبهة التي تحتوي على الكافيين والامتناع عن شرب الكحول والنوم جيدا.
والى جانب ضربة الشمس والاجهاد الحراري تكثر في فصل الصيف احتمالات حدوث نزيف الانف او ما يعرف بـ "الرعاف" فهو اكثر الحالات شيوعا في هذه الفترة ويحدث نتيجة الحر خاصة لدى الاطفال وهو يصيب من لديهم استعداد شخصي لذلك .
وينصح الأطباء في هذا الاطار بضرورة وضع رأس المصاب بنزيف الانف فوق حوض أو آنية موضوعة على منضدة بحيث يستطيع ان يريح مرفقيه ثم يميل بجسمه للأمام ورأسه لأسفل ويضغط على فتحتي الأنف ليغلقهما تماماً مع الاستمرار في الضغط لعشر دقائق على ان تكون عملية التنفس من الفم فقط مع تكرار المحاولة اذا استمر النزيف او التوجه الى الطبيب خاصة اذا كان هذا النزيف تالياً لضربة في الرأس. وأشارت السيدة علياء الكواري الى تأثيرات اخرى للصيف الحار ومنها الحروق الجلدية التي تظهر فجأة بعد التعرض المفاجئ للشمس خلال فترات طويلة حيث تظهر تلك الحروق على شكل احمرار حاد في الجلد مع حرقان شديد احياناً وارتفاع في درجة الحرارة وشعور بالغثيان أو قيء وتنتهي بتقشر الجلد. ويمكن الوقاية من حروق الجلد عن طريق عدم التعرض للشمس اطلاقاً واستعمال الحمام بالماء البارد والاكثار من شرب السوائل الى جانب انه يفضل الا يكون الطعام ساخناً أو حراقاً . كما تعد التهابات الصدر والحساسية والربو من بعض مظاهر ارتفاع درجة حرارة الجو وهي تأتي دون سابق انذار وتتكرّر اثناء الليل ويحدث خلالها ضيق في القصبة الهوائية وانابيب الهواء بدرجة تجعل التنفس صعباً ومصحوباً بصفير ما يستوجب استعمال البخاخات الموسعة للصدر. ويوصي الدكتور مأمون ربيع في هذه الحالة بضرورة نقل المريض الى المستشفى خاصة في حال حدوث النوبة لأول مرة مع اعطائه سوائل كثيرة وإجلاسه على مقعد بحيث يكون مائلاً قليلاً للأمام وظهره مستقيماً وصدره عمودياً لتسهيل عملية التنفس. وفي إطار الحرص على صحة العمال وهي الفئة الأكثر تعرضاً لأشعة الشمس دعت وزارة العمل مطلع هذا الشهر جميع الشركات واصحاب العمل الى الالتزام بالقرار الوزاري الخاص بتحديد ساعات العمل في الأماكن المكشوفة خلال الصيف. وحددت الوزارة عدد ساعات معينة للأعمال التي تؤدي تحت الشمس والأماكن المكشوفة خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 31 أغسطس من كل عام بحيث لا تزيد على خمس ساعات في الفترة الصباحية ولا تتجاوز الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً . ونظم المجلس الأعلى للصحة في السابق العديد من ورش العمل التي ناقشت مكافحة وادارة مخاطر التعرّض لشدة الحرارة وأهم الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها لمنع تعرّض العمال خاصة المشتغلين في الأماكن المكشوفة للإجهاد الحراري في فصل الصيف.



قانون رقم (14) لسنة 2004 بإصدار قانون العمل
قرار وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان رقم (20) لسنة 2005 بشأن الاحتياطات والاشتراطات اللازم توفرها في مناطق وأماكن العمل لحماية العمال والمشتغلين فيها والمترددين عليها من أخطار العمل
قرار وزير شؤون الخدمة المدنية والإسكان رقم (16) لسنة 2007 بتحديد ساعات العمل في أماكن العمل المكشوفة خلال الصيف
مجلس الوزراء يوافق علي تعديل قانون العمل
قانون العمل القطري أرسي حقوق العمالة المؤقتة
قرار تحديد ساعات العمل في الصيف  في قطاع المقاولات
ضربات الشمس تطارد العمال بسبب عدم التزام الشركات بقرار تحديد ساعات العمل

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك