تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة العرب -  8077 العدد - السبت 24 يوليو 2010م – الموافق 12 شعبان 1431هـ

حيرة ما بعد الثانوية العامة

طلاب تائهون بين الكليات.. والمستقبل المهني المحدد الأول للوجهة

الدوحة – محمد سيدي
تعتبر بعض التخصصات الجامعية اليوم بلا مستقبل –مهنياً- وفق ما يراه غالبية الطلبة، ممن يحاولون قدر المستطاع الابتعاد عن الكليات التي لا يلاقي الخارجون منها فرصاً كبيرة للتوظيف، كالكليات الأدبية والتخصصات النظرية، حيث بات التفكير في المستقبل المهني يطغى على أغلب الخيارات الأخرى، حيث يهتم الطالب أو ذووه بتحديد وجهة الدراسات العليا التي سيسجل بها بعد الثانوية العامة، ولم يعد للميول العلمية والمواهب والرغبات الخاصة التي يتمتع بها التلميذ والتي تؤهله للإبداع في مجال ما دون غيره، لم يعد لهذه العوامل كبير شأن في تحديد الكلية التي سيدرس بها، كما أن بعض العائلات تدفع أبناءها للتسجيل في كليات بعينها، ظناً منهم أن هذه التخصصات تضمن لصاحبها بعد التخرج وظائف محترمة ورواتب عالية تساعدهم على العيش الكريم.
أحد الطلبة المتخرجين حديثاً من الجامعة قال إنه في الوقت الذي يفترض أن تكون الجامعات رافداً حقيقياً لسوق العمل من خلال تأهيل وتخريج الشباب، أصبحت تخرج العديد من الأشخاص العاطلين الذين لا يجدون لهم مكانًا في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة.
والبعض حمّل الجامعات المسؤولية عن هذا الوضع لرعايتها تخصصات وأقساماً لا تفيد المجتمع على حد وصفهم، ولا تتواءم مع الحاجة الاقتصادية للبلد، كونها لا تمكن خريجيها من إيجاد فرص حقيقية ومجزية في السوق المهنية، بينما يرى آخرون أن التخصص الجامعي ليس معيقاً للمرء عن النجاح المهني مهما كان هذا التخصص، مؤكدين أن السعي وراء كليات بعينها كالهندسة والطب سيحول هذه التخصصات مستقبلاً لكليات مكتظة تخرج بدورها طلاباً عاطلين.
لكن أليس من الخطأ أن ننظر للتخصص الدراسي من زاوية البحث عن وظيفة فقط؟ وهل يدرس الشباب هذه الأيام من أجل العمل أم من أجل التعلم؟ أسئلة من بين أخرى تناولناها بالنقاش حول موضوع التخصصات الجامعية والشباب مع بعض من التقينا بهم في هذا الاستطلاع.
حيرة وتفكير
سيطر التفكير والحيرة في اختيار الكلية التي سيكمل بها دراسته العليا على ذهن الشاب محمد علي العام الماضي، حيث اعتبر أن الحصول على مجموع متميز في الثانوية العامة لم يكن مريحاً له، بقدر ما أصابه بتعب ذهني من كثرة الخيارات الممكنة التي يخوله هذا المجموع الكبير دخولها.
يقول محمد -الذي تجاوز مجموع نقاط معدله العام الـ 90– إنه خلال دراسته في السنة الأخيرة من الثانوية لم يكن يحسب أن تفوقه سيكون أمراً مربكاً لهذه الدرجة، حيث إن الخيارات الكثيرة التي فتحها أمامه المجموع الكبير الذي حصل عليه أصابته بالحيرة الشديدة، فهو يحب الدراسة الأدبية وتعلم اللغات، وحلمه الأول منذ المراهقة أن يصبح مترجماً فورياً في الأمم المتحدة، إلا أن والده مُصر على أن يكون طبيباً، ويتخصص في جراحة العظام، بينما أمه تقول إن الهندسة في مجال البترول والمعادن أفضل، ولا يحتاج دارسها للكثير من الوقت لأن التخصص ينتهي في أربع سنوات، ويمكن للمهندس الطالب أن يعمل خلال الدراسة الجامعية، بل إن الشركات النفطية والمؤسسات التجارية المتخصصة تتهافت على المهندسين، وتتكفل بنفقات تعليمهم وتشغيلهم، وتنظم حملات لتبني المتفوقين ومنحهم للبلدان الأجنبية.
اختار محمد في نهاية المطاف الكلية التي اختارها والده في المدينة التعليمية، يقول محمد بعد عامه الأول: « تخصصت في الطب البشري، ومنذ العام الأول بدأت أشعر بالملل، ليس لصعوبة المواد وتشعب التخصص وكثرة المراجع، ولكن لأنني أيقنت أن الدراسة واختيار التخصص الجامعي من أصعب القرارات التي يمكن للمرء أن يقف أمامها في حياته، سأواصل الدراسة في هذا المجال الممل».

شهادة «كشخة»!
سالم المهندي له وجهة نظر أخرى، حيث يعتبر أن التخصص الجامعي هذه الأيام لم تعد تحدده الرغبة في الاستزادة من التعليم، أو التعمق في مجال أكاديمي ما، مهما كانت المبررات التي يسوقها الطلاب لإقناع ذويهم بالتخصص الذي يرغبونه، كالادعاء بالبحث عن مستقبل مضمون، أو تلبية الحاجات الشخصية والميول الفكرية، بل يؤكد سالم أن الكثير من رفاقه الشباب يحددون خياراتهم الجامعية بناء على خيارات أصحابهم وزملائهم في المدرسة، ومن بينهم من يعزف عن تخصصات بعينها لأنها لا تتوافق و»برستيجه» وليست شهاداتها «كشخة» أمام الرفاق!!.
يقول سالم: «أغلب الخريجين اليوم يتعاملون مع التخصص الجامعي تماماً كالثوب الذي نخيطه عند الخياط، أو السيارة التي نشتريها من الوكالة، وينظر بعض الشباب للشهادة من منظور «البرستيج»، وما سيقوله الناس عنهم، أي إنه مثلاً يريد أن يكون مهندساً لأن فلان الفلاني صار مهندساً، أو لأن التخصصات الأخرى كالمدرس والمحاسب لا تضفي قيمة وهيبة على المتخرج، وأنا أعرف كثيرين حددوا مستقبلهم العلمي بناءً على اختيارات رفاقهم، وطبعاً يمكنك أن تتوقع نهاية من يبني خياراته المستقبلية وحياته برمتها على أساس «الكشخة والبرستيج» وأهواء الرفاق!!».
وشدد المهندي على أن أغلب الشباب ينهون دراسة الثانوية العامة في سن مبكرة، وبالتالي لا يمكنهم تحديد الوجهات المناسبة في الجامعة، واعتبر أن هذا قد يكون السبب الرئيسي في فشل البعض في التأقلم مع الكلية التي ساقته الأقدار لمواصلة دراساته العليا فيها، منوهاً أن دور العائلة يجب أن يكون أكثر عقلانية لمساعدة أبنائهم ونصحهم بالتخصص المناسب الذي يتناسب ومؤهلاتهم الفكرية والتعليمية.
البكالوريوس هدفي!
علي سالم (طالب قسم إعلام) يحكي قصة اختياره للقسم، وعلى أي أساس ذهب للإعلام تحديداً، ويقول: «عندما تخرجت من الثانوية كنت أفكر فقط بالحصول على قبول في الجامعة، وجدت صعوبة في البداية نظراً لعدم حصولي على المجموع المطلوب للتسجيل في التخصص الذي كنت أطمح في دراسته، كونه يتطلب نسبة معينة وإتقانا لبعض المهارات، ما جعلني أنصرف إلى قسم آخر، ولم يكن أمامي سوى قسم الإعلام الذي لا أرغب فيه، لكني قبلت بذلك من أجل تحقيق حلم إكمال الدراسة الجامعية، وشخصياً أعلم أنه لا مستقبل لي في الإعلام، وأن الصحف والتلفزيونات والإذاعة لن تكون في حاجة إلى أمثالي، لكن الحصول على شهادة البكالوريوس هو هدفي الحقيقي».
ويصف علي بعض التخصصات الجامعية بأنها تخصصات شكلية، الهدف منها الحصول على الشهادة في مجال معين، بغض النظر أصلاً عن متطلبات السوق المهنية والفرص الممنوحة لهذا التخصص، وتمنح الطالب «الوثيقة الجامعية» التي تمكنه من التدرج وظيفياً في المؤسسات الحكومية، والحصول على الترقية في العمل الإداري.
يقول علي سالم: «من الواجب توعية الطلبة بمدى أهمية اختيار التخصص الجامعي، فبعض الأقسام النظرية الجامعية تحولت إلى مصيدة لكثير من الطلاب الذين تنقصهم الخبرة والدراية، لأنهم غير مدركين لمصيرهم في المستقبل، فلا يتنبهون لذلك إلا بعد تخرجهم، وتجب توعية الطلاب بأهمية الأقسام التطبيقية، حتى يحدد الطالب ملامح مستقبله بيده وفق إمكانياته ومواهبه وتطلعاته».
شهادة.. فقط!
أما فيصل العمر فيرى أن أغلب الشباب اليوم لم يعد يكترث أصلاً بنوعية التخصص الذي يواصل فيه دراسته الجامعية، لأن الانتظار حسب رأيه حتى السنة الأخيرة من التعليم الثانوي لتحديد الوجهة الأكاديمية خطأ كبير يقع فيه الكثير من الطلبة وأولياء الأمور، حيث يقول إن تحديد هدف الطالب ومستقبله الأكاديمي يجب أن يكون واضحاً منذ بداية المرحلة الثانوية، ويجب أن يعمل من أجله ويسعى لتحسين نتائجه، منوهاً أن التحصيل المدرسي تحصيل تراكمي وليس نقاطاً تجمع في امتحان الثانوية العامة.
ويضيف العمر: «الحيرة في اختيار التخصص الأكاديمي تظهر دائماً بعد النجاح في الثانوية العامة، وأغلب من يعانون من هذا الأمر إما أن يكونوا غير مدركين لأهمية تحديد الوجهة الجامعية بناءً على الميول والمؤهلات الشخصية التي تختلف من طالب لآخر، أو يتركون الأمر على عواهنه ويبنون خياراتهم على أمنيات الطفولة ورغبات الأهل، ولعل الفتيات أكثر من يتعرضن لهذا الأمر لأن الخيارات بالنسبة لهن في مجتمعنا القطري تبقى محدودة جداً، ولا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وحسب رأيي أن أفضل سبيل لتخطي هذا الأمر تكمن في تخصيص دورات تدريبية وحلقات نقاش في المدارس والمؤسسات التعليمية لتقديم معلومات للطلبة عن كيفية الاختيار السليم للتخصصات الأكاديمية».

قانون رقم (7) لسنة 2004 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
قانون رقم (14) لسنة 2006 بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
مرسوم بقانون رقم (37) لسنة 2002 بإنشاء المجلس الأعلى للتعليم وتعيين اختصاصاته
مرسوم بقانون رقم (39) لسنة 2002 بتنظيم وزارة التربية والتعليم وتعيين اختصاصاتها
قرار مجلس الوزراء رقم (10) لسنة 2006 بتعديل تنظيم بعض الوحدات الإدارية التي تتألف منها وزارة التربية والتعليم

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك