تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


قطر- جريدة الراية- الأثنين 04 شوال 1431 الموافق 13/9/2010

قطر الخير تضيء فرحة العيد في باريس
عميد مسجد باريس : مسلمو فرنسا لن ينسوا جهود قطر في خدمة الإسلام
الموسوي: قطر حاضرة في كل المناسبات الثقافية والإسلامية

باريس - الراية :
تحمل كافة المناسبات الدينية لمسلمي فرنسا الكثير من الخصوصية بكل ما تحمله إليهم من أعراس روحانية، واجتماعية تطرزها محافل الود والتقارب وآيات الرحمة. والتي يلتزمون بها وفق شعائر وطقوس وعادات ثقافية تاريخية تستند إليها ذاكرتهم وموروثهم الحضاري بكامله.
ومنذ سنوات قليلة بدأ المسلمون الفرنسيون والمقيمون يحتفلون بقدوم شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك بشكل موحد بعدما كانت بدايات هذه المناسبات الدينية مثار اختلاف فيما بينهم. حيث بات الإعلان عن بداية الصوم وأول أيام عيد الفطر بشكل مشترك عبر اجتماع أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وعميد مسجد باريس وبعض رموز الجاليات المسلمة في فرنسا.
وفي الوقت الذي تتحول فيه بعض الأحياء الباريسية إلى الطابع الإسلامي أثناء العيد، بالقياس إلى طبيعة الحضور الإسلامي في فرنسا، حيث يشكل الإسلام الدين الثاني في البلد، وكأنها أحد أحياء الدول العربية من حيث الزينات والمصابيح وانتشار حلوى العيد في المحال المتخصصة وغيرها من مظاهر العيد التي تنتشر في بلدان أوطاننا المختلفة، إلا أن مسجد باريس الكبير الذي يقع في قلب الحي اللاتيني، يظل مركز الجذب الأساسي لمسلمي العاصمة لصلاة العيد بالذات، وتقديم الزكاة، أو الاحتفال الجماعي بين المسلمين بحلول العيد بعد أداء الصلاة.
عميد المسجد الدكتور دليل أبو بكر الذي قدم التهاني بالعيد إلى القيادة القطرية والشعب القطري قال: إن العناية القطرية الكريمة بشؤون المسلمين في فرنسا قد ساهمت في الاحتفاظ بهذا الصرح التاريخي الذي يمثل هوية المسلمين في البلد من جهة، والذي يدور في إطاره أهم القرارات المتعلقة بمجريات دينهم ومواعيدهم الهامة، منها إعلان موعد الصوم أو موعد العيد وما إلى ذلك من الشؤون ذات الأهمية في حياة المسلمين.
وأضاف لـ الراية: نحن لا ننسى جهود ودعم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حيث تبرع سموه بـ 2 مليون يورو لترميم المسجد، وحمايته من السقوط، وهو الأمر الذي سيذكره له المسلمون في فرنسا على مر العصور، ونحن بفضل هذا الدعم لازلنا نعتز بهذا المسجد الكبير ونحتفل فيه كما بأعيادنا وأفراحنا، ونقيم فيه صلواتنا.
الاهتمام الكريم من القيادة القطرية بشؤون المسلمين في فرنسا جعل قطر حاضرة في ذهن كل الجالية، وذلك رغم العدد الصغير للقطرين المتواجدين في فرنسا .. وكما يقول محمد الموسوي- من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية - إن قطر حاضرة في كل المناسبات الثقافية والإسلامية في باريس، ولا ننسى مكرمة سمو ولي العهد الذي تبرع بمبلغ 2 مليون و600 ألف ريال لصالح المشاريع الإسلامية في فرنسا ، وهى خطوة تضاف إلى جهود ومبادرات قطر الهامة في دعم القضايا الإسلامية والتقريب والحوار بين اتباع الديانات المختلفة.
وأضاف : إن هذا ليس بغريب على قطر الخير التي عودتنا هذه العناية والاهتمام بشؤون المسلمين في فرنسا، وذلك رغم أن عدد القطريين هو جد صغير ونسبي في البلد. وهذا يؤكد أن الاهتمام القطري إنما يأتي عن عناية بأمر المسلمين دون غاية مصلحية محدودة الأفق، بل هو اهتمام يتجاوز حدود الجغرافيا ويعانق احتياجاتهم أينما كانوا، وفي أي أرض حلوا».
وأكد إن قطر تعطي أهمية كبرى لحوار الحضارات وحوار الأديان، حيث شدد سمو ولي العهد خلال تقديمه المكرمة على إن دعم قطر لمسلمي فرنسا، إنما يأتي في إطار هذا الحوار ذاته. وإن وجهة نظر قطر تشدد على أن مسلمي فرنسا يشكلون ركيزة مهمة لأرضية هذا الحوار الحضاري الضروري لسلام البشرية، وأنهم في هذا السياق يؤسسون لقنطرة تواصل ومحبة تربط بين فرنسا والبلدان العربية والإسلامية.
وإلى جانب ما يمثله العيد من اجتماع وتراحم بين مسلمي البلد البالغ عددهم عشرة مليون مسلم منذ الصباح الباكر أثناء الصلاة وفيما بعدها، فأنه يحمل الكثير من الأبعاد خصوصا بالنسبة لأبناء الأجيال الجديدة التي ولدت وتعيش بعيدة عن أوطانها الأم.
حول بعض ما يحمله العيد إلى أبناء الجيلين الثاني والثالث في فرنسا يقول سامح درويش - طالب بالمرحلة الثانوية - لـ الراية: لم تتح لي الفرصة من قبل أن أقضي أيا من العيدين الصغير أو الكبير في بلدي، ولكنني أعرف كافة التفاصيل تحدث أثناء العيد كما أني أحتفظ في ذاكرتي بالكثير من الحكايات التي سمعتها من أسرتي حول العيد وأيامه وكيف كانوا يقضونها هناك. منذ بداية شهر رمضان وأنا أنتظر العيد وقدومه، فرمضان والعيد من بعده يشكلان أهمية كبيرة لدى الشباب العربي المسلم المقيم في فرنسا، فعلى سبيل المثال أنا أحيا شهر رمضان في سعادة كبيرة حيث أشعر أني مختلف عن سائر زملائي طوال الشهر أذهب إلى المدرسة وأنا صائم وأجدهم يحرصون على مشاعري طوال الشهر، بل أن بعضهم حينما يدعوني إلى منزله أجده يسألني عن موعد الإفطار حتى يستعد لذلك. وعلى الرغم من تزامن حلول عيد الفطر هذا العام مع بدايات العام الدراسي في فرنسا، إلا أن غالبية أبناء الجاليات المسلمة المقيمة تعتبر الاحتفال بأول يوم من أيام العيد وأداء الصلاة هو عطلة خاصة بالمسلمين، وفي الوقت ذاته تحترم كافة المدارس الفرنسية هذا الغياب وتعتبره حقا من حقوق أبناء الجالية. وشعورنا بهذه العطلة الاختيارية يجعلنا وكأننا نعلن بعدم الذهاب إلى المدرسة وحرصنا على صلاة العيد وقضاء اليوم الأول، على وجه الخصوص مع الأهل والأصدقاء، بأننا موجودون ولدينا هويتنا وخصوصيتنا. والحقيقة أن فرنسا كانت قد فكرت من قبل جعل أول أيام أحد العيدين عطلة رسمية، ولكن هذا لم يحدث، ولكن بشكل عفوي وكعرف فإن نسبة الغياب لا تحتسب بالنسبة للمسلمين الذي يتغيبون أول أيام العيد.
ويؤكد سامح على سعادته في العيد بشكل مختلف عن بقية المناسبات التي تمر في حياته، بقوله: في هذا اليوم أجد حرصا كبيرا، كما في شهر رمضان، من أسرتي وغالبية الأسر المسلمة في فرنسا على تطبيق كافة الطقوس التي تشكل طقوسها وعاداتها وهويتها. بالنسبة لي أصلي وأرتدي ملابس جديدة ويمنحي أهلي "العيدية" وأحرص على قضاء اليوم معهم في البيت أو خارجه. وعلى مدى اليوم نقوم أيضا بتهنئة الأهل في بلادنا عبر الهاتف وتهنئة الأصدقاء من المسلمين في فرنسا. بالطبع نحب أيام الأعياد وننتظرها لأنها قد صارت منذ الصغر جزءا لا يتجزأ من حياتنا مثلنا في ذلك مثل كافة الشباب العربي المسلم المقيم في أوطانه.
إلى جانب المسلمين الفرنسيين من ذوي الأصول العربية هناك شريحة مهمة تفوق الأربع مليون نسمة من الفرنسيين المسلمين الذي يعيشون الإسلام وأفراحه وأعياده وفق ذاكرتهم الفرنسية ذاتها، والتي تحمل في هذا السياق خصوصية حضارية تعكس طبيعة تبلور الإسلام في مناطق جغرافية واسعة من العالم غير متصلة بالضرورة بفضاءات الجغرافية الإسلامية بشكل مباشر.
محمد كرستوف يشرح لنا بهذا الخصوص ويقول :أنا أمثل الجيل الثالث من المسلمين في أسرتي، حيث ولد أبي مسلما بعد أن اعتنق والديه قبله الإسلام، وبالتالي فأنا أنتمي انتماء كليا لهذا الدين الحنيف بشكل طبيعي وأتمتع بجو إسلامي تام في إطار الأسرة بكاملها، عكس بعض الأخوة من الفرنسيين الذي اعتنقوا الإسلام رغم بقاء بقية أعضاء أسرتهم على الدين المسيحي على سبيل المثال".
ويوضح محمد كرستوف في هذا الصدد: " أنا أحرص على أداء شعائر ديني بشكل يومي وهذا الالتزام يجعلني أعيش كل أيامي كعرس صوفي مستمر، تطرزه خمس مرات في اليوم فرحة الوقوف بين يدي الله تعالى أثناء الصلاة. غير أن العيد يتميز بقطعنا للصوم وكما قيل :فإنه يحمل فرحة تشبه لقاء العبد بربه يوم القيامة بإذن الله".
وواصل في سعادة تغلب عليها مشاعر روحانية عميقة: "إننا يوم العيد نرجو من الله أن يقبلنا برحمته، وأن يمنحنا الهدية التي وعدنا بها وهي التخلص من كل الذنوب والفوز بثواب ليلة القدر بإذن الله".
ويضيف: " لا أخفي عنكم إن هذا العيد يجعلنا نفكر بجدية في أحوال الأمة، ولسنا على فرحة تامة لما نرى ما يحدث لإخواننا في فلسطين من عزل وحرمان من حقوق العيش البسيطة حتى الكهرباء والماء إذا تجاوزنا إشكالية الحرية...لكن أيضا مصيبة باكستان وتقاعس العون من المجتمع الدولي...إن هذا أمر محزن...وقد جعل فرحة العيد تتلون بكثير من الأسى".
بين هذين الطرفين نجد شريحة أخرى هي أبناء الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا لفترة مؤقته سواء للعمل أو الدراسة أو السياحة. وهذه الشريحة قد شاركت مسلمي البلد فرحة العيد بنفس العمق والاهتمام والخصوصية.
حول هذا المعنى تشرح الطالبة فاطمة الزهراء من المغرب، والتي تقوم بتحضير رسالة الماجستير بجامعة السربون في مجال التسويق وإدارة الأعمال: " أنني أعيش العيد لأول مرة بعيدة عن أهلي في المغرب، حيث شكل قرب مناقشتي لرسالة الماجستير ضرورة قصرية بالنسبة لي للبقاء هنا في باريس طيلة شهر رمضان المبارك، وبالتالي استقبال العيد هنا مع الجالية المسلمة الكبيرة".
وتشرح:" لقد بحثت طيلة الشهر المبارك على اللقاء بإخواني من المسلمين في تجمعاتهم الرمضانية المختلفة، حيث لم تخلُ ليلة واحدة دون أن يكون هناك إفطار جماعي يجمع بين أبناء الجالية سواء في المساجد أو في إطار الجمعيات الثقافية أو الخيرية. بحيث كنت أساهم في إحياء هذه الاحتفاليات سواء من خلال مد يد العون لمن يحتاج، أو لكي أشارك ثقافيا واجتماعيا في هذا اللقاء أو ذاك. ولكنني كنت في واقع الأمر أبحث أنا نفسي عن فرصة للقفز على حالة الوحدة والوحشة التي تخلفها الغربة والبعد عن الأهل خلال هذه المناسبة الدينة الكبرى التي تشكل ركنا أساسيا من هويتنا وتكويننا النفسي، وهي صوم رمضان، ثم الاحتفال بعيد الفطر المبارك".
وتقول: " لقد شاركت على سبيل المثال في الاحتفالية الكبرى التي رعتها السفارة القطرية في باريس، وقامت خلالها بإطعام ألفي صائم من فقراء المسلمين لأن وجود كل هذه الأعداد من المعوزين والمحتاجين في العاصمة باريس يعصف بالقلب، ويجعلنا نفكر بجدية في ضرورة خلق آليات أكبر وأهم لنجدة فقراء المسلمين في هذه البلدان الشمالية القاسية الغربة".
وأثنت فاطمة الزهراء على فكرة تكريم سعادة السفير محمد جهام الكواري، سفير قطر لدى فرنسا لرمز من رموز الجالية المسلمة النشطة في خدمة فقراء المسلمين، ومنحها "جائزة الدوحة عاصمة الثقافة العربية"، وهي الدكتورة فريد آية كاسي التي ما فتئت تهب جهدها للعناية بقراء المسلمين من خلال جمعية شربة للجميع، ومن خلال مشروعها لرعاية الأيتام من أبناء المسلمين

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك