قطر - جريدة الشرق - الأحد 22 ربيع الثاني 1432 الموافق 27 مارس 2011 

لتوفير خدمات عالمية المستوى..
د. جونشين لي: إصلاحات جذرية في النظام الصحي

محمد صلاح:

أكد الدكتور جونشين لي أستاذ أمراض الدم، رئيس مستشفى أسان بكوريا الجنوبية عضو المجلس الأعلى للصحة، أن قطر تستعد حاليا لإجراء إصلاحات جذرية في النظام الصحي، لافتا إلى أن تلك الإصلاحات الشاملة ستجعل الخدمات الصحية في قطر عالمية المعايير.
وقال فى حوار خاص لـ الشرق: ان التطور في مستوى الخدمات الصحية سيلمسه من يعيش على أرض قطر في غضون عام واحد من الآن بالشكل الذي يرضي المجلس الأعلى للصحة.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للصحة 2011 — 2016 التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبا تأتي ضمن النظرة الشاملة لتطوير قطر بحلول 2030، منوها بأن أبرز ما جاء بها هو تطبيق أفضل المعايير العالمية في علاج من يعيش على أرض قطر، وذلك في ما يتعلق بمستوى المؤسسات الصحية، وأيضا في ما يتعلق بالوقت المستغرق في تقديم الخدمة.
واعتبر إرادة القيادة القطرية لإحداث تغيير واقع الخدمات الصحية ودعم ذلك بقوة العامل الأساسي في إصلاح القطاع الصحي، مؤكدا أن قطر لديها فرصة ذهبية لتكون مركزا للرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط نتيجة امتلاكها أفضل الإمكانات.
وأوضح أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر قد اتخذا القرار السليم في الوقت السليم لإجراء تطوير شامل في القطاع الصحي.
د. جونشين لي عضو المجلس الأعلى للصحة لـ "الشرق": قطر تستعد حالياً لإجراء إصلاحات جذرية في النظام الصحي
الدوحة ستصبح مركزاً للرعاية الصحية بالشرق الأوسط لإمتلاكها أفضل الإمكانات
الخدمات الصحية في قطر ستكون عالمية المعايير
دعوة لإنشاء بنك بيولوجي عربي يساهم في النهضة البحثية
وزير الصحة يمتلك رؤية واسعة لإحتياجات القطاع الصحي مبنية على عامين من الدراسة المتأنية
أجرى الحوار: محمد صلاح:
أكد الدكتور جونشين لي أستاذ أمراض الدم، رئيس مستشفى أسان بكورية الجنوبية عضو المجلس الأعلى للصحة، أن قطر تستعد حاليا لإجراء إصلاحيات جذرية في النظام الصحي، لافتا إلى أن تلك الإصلاحات الشاملة ستجعل الخدمات الصحية في قطر عالمية المعايير
ونبه إلى أن التطور في مستوى الخدمات الصحية سيلمسها من يعيش على أرض قطر في غضون عام واحد من الآن بالشكل الذي يرضي المجلس الأعلى للصحة.
وأشار إلى أن الإستراتيجية الوطنية للصحة 2011 — 2016 التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها قريبا تأتي ضمن النظرة الشاملة لتطوير قطر بحلول 2030، منوها بأن أبرز ما جاء بها هو تطبيق أفضل المعايير العالمية في علاج من يعيش على أرض قطر وذلك فيما يتعلق بمستوى المؤسسات الصحية، وأيضا فيما يتعلق بالوقت المستغرق في تقديم الخدمة.
واعتبر إرادة القيادة القطرية لإحداث تغيير واقع الخدمات الصحية ودعم ذلك بقوة هو العامل الأساسي في إصلاح القطاع الصحي، مؤكدا أن قطر لديها فرصة ذهبية لتكون مركزا للرعاية الصحة في منطقة الشرق الأوسط نتيجة لإمتلاكها أفضل الإمكانات.
وأوضح أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر قد اتخذا القرار السليم في الوقت السليم لإجراء تطوير شامل في القطاع الصحي.
وقال" إن الشخصيات الطموحة التي تمتلكها القيادات القطرية وروح التحدي والذكاء اللذين تلمسهما عندما تحاور أحدهم هي من الأشياء التي سوف تجلب لقطر التقدم بشكل سريع".
وأكد أن قطر تحتاج إلى بنك بيولوجي خاص بها لإجراء تبادل المعلومات والحصول على أنسجة وعينات دم فيما بين الدول العربية، منوها بأن البنك البيولوجي يكون عربيا ويستخدم في نهضة البحث الطبي، مشددا على أن قطر تستطيع أخذ زمام المبادرة في هذا المجال.
"الشرق" إلتقت الدكتور جونشين لي عضو المجلس الأعلى للصحة خلال زيارته الأولى لقطر للمشاركة في إجتماع المجلس الأعلى للصحة في حوار شامل تحدث خلاله عن آفاق التطوير في القطاع الصحي وقدرة قطر على أن تصبح رائدة الخدمات الصحية في الشرق الأوسط فإلى نص الحوار: —
* نرحب بك في قطر كونها المرة الأولى التي تزور فيها البلاد؟
- إنه لمن دواعي سروري أن أكون معكم في قطر كما أنني ممتن لكوني عضوا بالمجلس الأعلى للصحة، وبالفعل هي المرة الأولى التي أزور فيها الدوحة.
* السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يتم إنتقاء الدكتور لي لعضوية المجلس الأعلى للصحة دون غيره من الأطباء في العالم؟
- أعتقد أن ذلك يعود الى سببين أولهما أن كوريا بدأت في مجال تطوير نفسها بعد أن أنهت الحرب عام 1953، وقد بدأ التطوير من الصفر حيث لم نكن نملك أي شئ على الإطلاق ولكن في غضون 16 عاما وصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم من تقدم وإزدهار، وأعتقد أن كوريا حققت معجزة بكل المقاييس وهو ما لفت إنتباه القيادة القطرية لكوريا.
أما بالنسبة للسبب الثاني فهو التطورات التي حدثت للقطاع الصحي بكوريا الذي بدأ منذ 20 عاما تقريبا، وقد قمنا بإجراء تغييرات جذرية وشاملة في كافة مكونات القطاع الصحي الكوري، وكان مستشفى آسان الذي أشرف برئاسته هو مهد التطورات الصحية التي شهدتها كوريا على مدى العشرين عام الماضية، وأنا لا أبالغ إذا قلت لك أن المستشفى يعد الأكبر في العالم فهو يستقبل أكثر من 10 آلاف حالة يوميا، كما يجرى فيه أكثر من 300 جراحة يوميا في مختلف التخصصات.
أضف الى ذلك أن المستشفى يعتبر الأفضل في مجال جراحات نقل الأعضاء وخاصة القلب والكبد.
إصلاحات جذرية
* نريد التعرف على الدور الذي تقوم به كعضو بالمجلس الأعلى للصحة؟
- بداية قطر تستعد لإجراء إصلاحات جذرية في النظام الصحي، وفي هذا الإطار وبناء على الوظيفة الأساسية للمجلس الأعلى للصحة فهو المنوط به وضع المبادئ والنظام لهذه الإصلاحات، وهذا بالفعل ما ستتم مناقشته في الإجتماع الذي أنا بصدد حضوره في الدوحة، وذلك سيكون ضمن إطار رؤية قطر 2030.
ولقد أطلق المجلس بالفعل الإستراتيجية الوطنية للصحة 2011 — 2016 وهي مرحلة أولى لتطبيق هذه الرؤية، ومن ثم فدوري كعضو بالمجلس ينبع من الدور الذي يقوم به المجلس ذاته في مجال الإستراتيجيات الصحية.
والمجلس الأعلى للصحة هو الهيئة الأعلى في المجال الصحي ومن ثم فمن المنوط به إصدار السياسات التي تضع أطر العمل الصحي في قطر.
واعتقد أن سبب قدومي الى قطر هو توظيف الخبرات التي إكتسبتها من وجودي في مستشفى آسان خلال 20 عاما مضت، وأتمنى أن يكون تطبيق ذلك خلال فترة أقل بكثير من ذلك، وأنا أرى أن قطر تستطيع أن تقوم بأفضل مما قامت به كوريا وفي وقت قصير.
رؤية قطر الوطنية
* أشرت الى رؤية قطر 2030 والى الإستراتيجية الوطنية للصحة 2011 — 2016 بإعتبارها الخطة المرحلية الأولى لتطبيق هذه الرؤية، فما هي أبرز النقاط التي لفتت إنتباهك كخبير؟
- أعتقد وبناء على ما اطلعت عليه أن النية تتجه الى إجراء تغييرات إصلاحية شاملة في النظام الصحي بقطر بشكل يجعلها توازي المعايير الصحية العالمية، بمعنى أن يتم تقديم خدمات صحية قطرية عالمية المعايير، وهذا التوجه جاء من باب أن قيادات المجلس الأعلى للصحة يعرفون أن المستوى الصحي الموجود حاليا غير مرض.
وبالفعل هناك حديث عن تغييرات كما اشرت ولكن الخطة الإستراتيجية لتلك التغييرات لم توضع بعد والمجلس في طور الدراسة، وأرى أنه في غضون عام واحد من الآن ستلمس أنت وجميع من يعيش على أرض قطر هذا التغيير الذي نصبوا إليه في المجلس الأعلى للصحة.
وفيما يتعلق بسؤالك حول أبرز ما لفت إنتباهي في الخطة أستطيع أن أقول لك إن الإستراتيجية الوطنية للصحة 2011 — 2016 تأتي ضمن النظرة الشاملة لتطوير قطر بحلول 2030، واعتقد أن أبرز ما جاء بها هو تطبيق أفضل المعايير العالمية في علاج من يعيش على أرض قطر وذلك فيما يتعلق بمستوى المؤسسات الصحية، وأيضا فيما يتعلق بالوقت المستغرق في تقديم الخدمة.
وفي هذا السياق كانت لي مقابلة مطولة مع سعادة السيد عبدالله بن خالد القحطاني وزير الصحة الأمين العام للمجلس الأعلى للصحة، ولقد تناولت المقابلة جميع مجالات الصحة سواء الرعاية الأولية أو الثانوية أو التخصصية، وقد لمست من هذه المقابلة إمتلاك وزير الصحة لرؤية واسعة مبنية على عامين من الدراسة المتأنية والمطولة لما تحتاجه هذه الخدمات من إصلاح.
وأنا أرى أن الغرض من هذا التطوير الذي تحدثت عنه هو تطوير القطاع الصحي بكافة مكوناته تمهيدا لتقديم أفضل الخدمات الصحية بمعايير عالمية وفي نفس الوقت تكون في متناول أيدى جميع سكان قطر.
إرادة القيادية القطرية
* وماالذي يجعلك متأكدا من أننا سوف نلمس تلك التغيرات خلال عام؟
ـ في الحقيقة تأكيدي ينبع من إرادة القيادة القطرية لتغيير واقع الخدمات الصحيةوبقوة، وأعتقد أن ذلك يعتبر العامل الأساسي في إصلاح القطاع الصحي كما أشرت، وأنا أعتقد أن قطر لديها الفرصة لتكون مركزا للرعاية الصحة في منطقة الشرق الأوسط وأرى أن لديها الإمكانات لذلك.
* كوريا بدأت عام 1953 والدول العربية بدأت تقريبا في نفس التوقيت لكن هناك فرقا كبيرا بين الدول العربية وكوريا والسؤال هل نحن نسير في الطريق الصحيح في المجال الصحي؟
- سأجيب لك من نهاية السؤال كما تعلم فان القطريين يتلقون الرعاية الصحية خارج قطر في معظم الحالات، واعتقد أنه قد آن الأوان لكي تقدم كافة الخدمات الصحية لهم في قطر ضمن نظام صحي قطري 100 %.
وأعتقد أن الطريق الصحيح الذي أشرت له في سؤالك يعني الوصول الى وضع نظام صحي متكامل في قطر طبقا لأفضل المعايير العالمية، أرى أن قطر قادرة على ذلك، كما أنها تستطيع أن تحتل مركز الريادة في مجال الخدمات الصحية في منطقة الشرق الأوسط، كما أرى أنها بدأت في ذلك قبل العديد من دول المنطقة مما يعطيها ميزة.
وأما بخصوص هل العرب يسيرون في الطريق الصحيح هذا يتوقف على معنى الطريق الصحيح لديك في مجال الرعاية الصحية؟، أنا أعتقد أن الرعاية الصحية هي حاجة أساسية للناس لا غنى عنها إطلاقا ومن هذا المفهوم وكما أشرت فإن الطريق الصحيح لقطر هو إيجاد نظام صحي متكامل يقدم كافة الخدمات الصحية بمعايير عالمية لمن يعيش على أرض قطر والقيادة القطرية تصر على الوصول الى ذلك.
هنا يجب الإشارة الى أنه ليس من الصحيح أن نستعين بنظام صحي كوري أو ياباني او أمريكي أو أوروبي وتطبيقه كما هو لأن النتيجة الحتمية هي الفشل التام، حيث إن الرعاية الصحية تختلف عن السيارة أو الجوال وغيرها من الاشياء.
فالنظام الصحي لابد أن يكون نابعا من البلد الذي يطبق به وهذا يرجع الى عدة أساسيات فالعرب يختلفون عن غيرهم سواء في الخلفيات الثقافة أوالنفسية وبالطبع هم يصابون بأمراض مختلفة، وفي هذا السياق يجب أن تكون نفسك فهذا الصحيح وغيره يكون بالطبع خطأ في المجال الصحي.
وأعود للتأكيد أن قطر تملك الفرصة الذهبية للقيام بذلك فهي تستطيع أن تضع نظاما صحيا قطريا على أعلى مستويات الجودة العالمية، وفي تلك الحالة ستكون رائدة الشرق الأوسط في هذا المجال، وأرى أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر قد إتخذا القرار السليم في الوقت السليم لإجراء هذا التغيير الصحي.
مستشفى اسان
* أشرت الى تمييز كوريا وعلى وجه الخصوص مستشفى آسان الذي تترأسه في مجال زراعة الكبد ونحن في قطر حاليا نعد لإطلاق برنامج زراعة الكبد فهل هناك تعاون قطري كوري في هذا السياق؟
- أعتقد أن قضية التعاون في مجالات كهذه تحتاج الى إتفاقية تعاون تقع ضمن اختصاصات الحكوماتين القطرية والكورية، واعتقد أن هناك عملا دؤوبا لعقد مذكرة تفاهم.
ويمكن لنا في كوريا أن نتعاون في مجالات عدة يمكن الإستفادة منها في قطر مثل نقل الأعضاء وأمراض السرطان والقلب وعمليات التجميل وهي من المجالات الطبية التي تتفوق فيها كوريا، وأريد الإشارة الى أن كوريا لديها برنامج تجميلي للأقدام لدى مرضى السكري وهو برنامج ناجح يمكن الإستفادة منه بشكل كبير.
قطر وكوريا
* وما شكل العلاقة بين قطر وكوريا في المجال الصحي؟
- في حقيقة الأمر لست على دراية واسعة بشكل العلاقة القطرية الكورية في المجال الصحي، ولكن في الفترة الأخيرة قام فريق طبي كوري بدراسة الخدمات الصحية في الدول العربية، والسفارة الكورية في الدوحة تتطلع بتشوق لتنفيذ برامج صحية مشتركة في قطر.
وأود الإشارة الى مقابلتي مع سعادة وزير الصحة الذي قلت له خلالها أن مستشفى أسان إستغرق بناؤه 20 عاما وأتمنى أن تقوم قطر ببناء مثل هذه المستشفى في 5 أعوام فقط، وذلك ممكن حيث ان المشروع أشبه بلعبة كرة القدم فإن بدأت لابد أن تنتهي في موعد محدد.
البنوك البيولوجية
* البنوك البيولوجية هي تجربة وليدة في قطر فهل هناك تعاون في هذا المجال بين قطر وكوريا؟
- البنوك البيولوجية قضية مازالت ساخنة في العالم، وأعتقد أنه يمكن تبادل المعلومات ولكن تبادل الأنسجة وعينات الدم أمر معقد يدخل في تفسيره الثقافة والدين والتقاليد والأخلاق والدين.
واعتقد أنه في غضون 5 سنوات مقبلة سيكون الأمر أصبح أكثر ملاءمة ونال حقه من الدراسة، وفي هذا المجال أرى أن قطر تحتاج الى بنك بيولوجي خاص بها لإجراء تبادل المعلومات والحصول على أنسجة وعينات دم بين الدول العربية بمعنى أن يكون البنك البيولوجي عربيا في قطر يخدم الجنس العربي، وهذا البنك سيخدم العديد من الأبحاث الطبية وأعتقد أن قطر تستطيع أخذ زمام المبادرة في هذا المجال.
* القيادة القطرية تدفع الأبحاث العلمية بشدة الى الأمام خاصة الطبية فهل هناك علاقات بحثية بين البلدين؟
ـــ هناك بالفعل تعاون قطري كوري في مجال الأبحاث ولكن بطريقة غير مباشرة، ومجال الأبحاث من المجالات الهامة جدا في سبيل إنشاء مؤسسة صحية عالية الجودة وهو مجال به منافسة شديدة.
الرعاية الصحية
* وماتقييمك لمستوى الرعاية الصحية في قطر؟
ـ في الواقع يجب أن يكون تقديم الخدمات الصحية في قطر من خلال مستشفيات تخصصية مثل مستشفى القلب والنساء وغيرها من التخصصات، وهناك إلتزام كما أشرت من القيادة القطرية لإحداث طفرة في مجال الصحة.
وأعتقد انه إن لم تحقق قطر تطلعاتها في هذا المجال نسبة 100 % فإن قطر قادرة على إحداث طفرة فيما يتعلق بالمستشفيات التخصصية وهو ما يمثل نقلة نوعية كبرى.
وأكرر تأكيدي على أن هناك إصرارا من قبل سمو أمير البلاد وسمو الشيخة موزا بنت ناصر على التطوير، والعمل بدأ منذ عامين في هذا المجال، وأريد التنويه بأن بوجود تقرير شامل عن القطاع الصحي وهو في إعتقادي تقرير مثالي يتضمن كافة إحتياجات هذا القطاع، وأنا أؤكد لك أن قطر لو طبقت ما جاء في هذا التقرير سوف تصبح الدولة الرائدة في مجال الخدمات الصحية في الشرق الأوسط.
نقاط منفردة
* إذاً ما أبرز النقاط التي وردت في التقرير؟
- في الواقع سؤالك يحتاج الى التحدث عن نقاط منفردة وهذا عكس ما جاء به التقرير حيث إنه عالج الوضع الصحي من خلال نظرة شاملة لكافة الإحتياجات حتى أنه تطرق الى التعليم الطبي، ومن الأمور اللافتة في هذا التقرير أنه لم يعالج كل نقطة على حدا، وأعتقد أن كل ما جاء بالتقرير هو غاية في الأهمية كونه يعالج حاجة ملحة لهذا القطاع، أضف الى ما تقدم أنه تقرير موسع جدا.
وأرى أن التحدي الذي يواجه المتخذ للقرار هو أي من تلك الجوانب الهامة التي ركز عليها التقرير ستبدأ به قطر أولا طريقها الى تطوير القطاع الصحي.
والى جانب إعجابي بهذا التقرير يكمن إعجابي أيضا في إعتراف قيادة المجلس الأعلى للصحة متمثلة في سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للصحة، وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر نائب الرئيس بأن القطاع الصحي يحتاج بالفعل الى تغييرات جذرية، وهو من القرارات الصعبة للغاية ومع ذلك تم إتخاذه بشكل فوري وحاسم كما ان العمل يجري لتنفيذه بشكل إحترافي.
أرى انك مهتم بما جاء في التقرير ولذلك سوف أنوه لك حول أهم ما لفت إنتباهي للتقرير هو الإعتراف الواضح حول الحاجة الى تغييرات واسعة وجذرية نتيجة لوجود مشاكل بالنظام الصحي في قطر، وقد حلل التقرير هذه المشاكل وأوجد لكل واحدة منها أفضل الحلول العصرية بالعالم، وبالطبع هناك جدول زمني لتطبيق هذه الحلول ضمن رؤية قطر 2030، وكما تم القيام به تقسيم تلك الفترة الى خطط خمسية، ولابد أن أشير الى أن التقرير المشار إليه هو جزء من رؤية قطر 2030.
* وبالفرض أنه طلب منك تقديم نصيحة لواضعي السياسات الصحية بالمجلس ماذا تقول لهم ولماذا؟
ـ الأمر الجوهري الذي كنت سأنصح به هو الإعتراف بوجود مشاكل في النظام الصحي، وهو ما قامت به القيادة القطرية دونما نصيحة وهذا يلهمنا بأن القيادة تعلم جيدا إحتياجات هذا القطاع الحيوي.
فرصة ذهبية
* بعيدا عن القطاع الصحي ما الذي لفت نظرك في قطر خلال الزيارة؟
- في الحقيقة لقد وصلت الى الدوحة منذ ساعات، ولكن من خلال ما أعرفه عن قطر من خلال دراستي لها لمدة عامين كاملين منذ أن بدأت العلاقات الصحية بين البلدين.
وكنتيجة مباشرة لذلك أرى أن قطر لديها فرصة ذهبية لتكون بلدا متطورا للغاية وذلك نتيجة للإمكانات الهائلة التي تمتلكها، والظروف قد تغيرت بشكل كامل عن الظروف التي بدأت فيها كوريا تطوير نفسها منذ 20 عاما.
ولحسن الحظ اليوم هناك ثورة معلومات هائلة يمكن لقطر الإستفادة منها بشكل كبير في تطوير نفسها، ومن الأمور التي أعول عليها في هذا المجال، الشخصيات الطموحة التي تمتلكها القيادات القطرية وروح التحدي والذكاء الذي تلمسه عندما تحاور أحدهم هي من الاشياء التي سوف تجلب لقطر التقدم بشكل سريع.



قانون رقم (13) لسنة 2002 بتنظيم وزارة الصحة العامة وتعيين اختصاصاتها
قانون رقم (7) لسنة 1996 بشأن تنظيم العلاج الطبي والخدمات الصحية في الداخل
قانون رقم (21) لسنة 2005 بإلغاء القانون رقم (13) لسنة 2002 بتنظيم وزارة الصحة العامة وتعيين اختصاصاتها
مرسوم بقانون رقم (10) لسنة 1993 بتنظيم وزارة الصحة العامة وتعيين اختصاصاتها
قرار أميري رقم (13) لسنة 2005 بإنشاء الهيئة الوطنية للصحة