قطر- جريدة الراية - الأحد 06 شوال 1432 الموافق 4 سبتمبر2011

الداخلية القطرية رائدة في استخدام البصمة الوراثية

المختبر الجنائي بالوزارة متطور جدا ومجهز بكل المعدات والأجهزة اللازمة
البصمة الوراثية تعطي نتائج دقيقة بنسبة 100%

الدوحة -الراية:
أكد البروفسير هينري سي لي ، رئيس مركز بحوث وتدريب الطب الشرعي بجامعة نيوهفن ، ان المختبر الجنائي بوزارة الداخلية متطور جدا ومجهز بكل المعدات والأجهزة اللازمة ويستعمل أعلى درجات التكنولوجيا في اكتشاف الحقائق من مسرح الجريمة، مشيرا على هامش زيارته الأخيرة للدوحة، الى انه قام بزيارة للعديد من المختبرات في كثير من الدول العربية والغربية وتبين له ان المختبر الجنائي بوزارة الداخلية القطرية يعتبر من المختبرات الرائدة في مجال استخدام البصمة الوراثية، سواء من حيث تجهيزات المختبر او من خلال الخبراء والفنيين العاملين به.
مجلة الشرطة التقت البروفسور هينري سي لي وأجرت معه الحوار التالي:
بداية إلى أي مدى تسهم الادلة الجنائية في اكتشاف الجرائم؟
- الأدلة الجنائية تلعب دورا مهما في اكتشاف الجرائم، لأن الجاني أو المجني عليه لا بد وان يترك أحدهما أثرا على الآخر، والمجرم يترك أثره في مسرح الجريمة أو على المجني عليه، ومن هنا يبدأ عمل الادلة الجنائية التي تهتم برفع الاثر وتحليله ودراسته، ما قد يؤدي إلى اكتشاف هوية الفاعل أو الفاعلين والطريقة المستعملة في ارتكاب الجريمة.
وما أهمية انشاء قاعدة بيانات للبصمة الوراثية ؟
- الهدف من انشاء تلك القاعدة هو التوصل الى هوية الاشخاص الذين قد يقضون في الكوارث وحالات الطوارئ مثل الاعاصير وحوادث الطائرات والحرائق وغيرها من الاحداث الاخرى والتي غالبا ما يصعب فيها التعرف على هوية الجثث، ومن الأهداف ايضا تحقيق التواصل والفائدة للدول الاخرى التي قد يرتكب فيها الجناة جرائم ويكون الشخص قد اقام في الدولة ولديه عينة من فحص البصمة الوراثية داخل قاعدة البيانات ومن ثم مطابقتها وافادتهم بنتائجها ليستعينوا بها في تحقيقاتهم والكشف عن ملابسات الجريمة لديهم، فضلا عن التعرف على مرتكبي الجرائم البسيطة وحماية المجتمع منهم حال اقدامهم على ارتكاب جرائم اخرى في المستقبل، مما يحقق الامان بشكل افضل وأوسع.
وكيف يتم الحصول على المادة التي يتم فحصها من خلال البصمة الوراثية ؟
- المادة التي يتم فحصها من خلال البصمة الوراثية الـ DNA عبارة عن عينة يتم اخذها من الطبقة المبطنة للخد داخل الفم ويتم اخذها على ورقة خاصة، ومن ثم تحليلها داخل المختبر على ان تمر بالاجراءات المتبعة في التخزين، ويمكن الحصول عليها من لعاب المتهم.
قد يرى البعض أن أخذ العينات من الأفراد مسألة تنتقص من حقوق الانسان؟
- أخذ العينات من الأفراد مسألة لا تنتقص اطلاقا من حقوق الانسان ولا تهدف إلى أي اغراض اخرى تتعلق بخصوصيات الاشخاص في البحث عن أسرارهم الجينية أو الوراثية، وانما هي مجرد تسجيل للبصمة الوراثية، مثلها مثل بصمة الأصابع، وهذا الامر مهم لاثراء قاعدة البيانات وفي الصالح العام ويحقق الكثير للتعرف على الجناة بعد اخذ عينات منهم من مواقع مسرح الجريمة ومن ثم مضاهاتها بالعينات المخزنة مما يسهل الوصول للجناة بأسرع وقت ودون توسيع قاعدة المشتبه بهم في ارتكاب تلك الجريمة.
بعد زيارتكم لادارة المختبر الجنائي بوزارة الداخلية القطرية، كيف ترى حجم التطور بها؟
- لقد قمت بزيارة للعديد من المختبرات في كثير من الدول العربية والغربية ، وتبين لي ان المختبر الجنائي بوزارة الداخلية القطرية يعتبر من المختبرات الرائدة في مجال استخدام البصمة الوراثية سواء من حيث تجهيز المختبر أو من خلال الخبراء والفنيين العاملين به.
الى اي مدى تشكل بصمات الاصابع اهمية بالنسبة للمحقق في الكشف عن المجرم؟
- بصمات الاصابع تعد احدى اهم العلامات الفارقة بين شخص وآخر فلا يوجد شخص في العالم يشبه الآخر في بصمات أصابعه، والانسان كله بصمات، فهناك بصمات في اليد والقدم والشفتين والاذنين والدم واللعاب والشعر والعيون والاسنان والرائحة كذلك، وتسهم البصمات في اظهار هوية الشخص الحقيقية بالرغم من الانكار الشخصي او افتراض الاسماء أو حتى تغيير الهيئة مع تقدم العمر أو المرض أو العمليات الجراحية أو الحوادث، كذلك يمكن اقتفاء اثر الانسان من مشيه وخطواته وحتى رائحته الخاصة التي تتعرف عليها الكلاب البوليسية.
اشرت الى ان الرائحة تعد من البصمات فكيف يمكن استخدامها في الاثبات الجنائي؟
- نعم لكل شخص رائحة مميزة والروائح لا تتطابق أبدا وهي تخرج باستمرار في صورة أبخرة لا تتلاشي بسرعة بل تبقى عالقة في الهواء أو الاسطح المجاورة لساعات أو لايام أو لاسابيع واحيانا لشهور عديدة والانسان الذي تتساقط جزئيات رائحته على الارض أو تنتشر في الهواء أو تعلق بالاشياء التي يحتك بها بشكل مباشر لا يستطيع ان يتجنب آثار رائحته في مسرح الجريمة، كما لا يمكنه ازالتها أو منع وجودها في ذلك المكان، ومن خلال الرائحة يمكن الاستدلال على مكان مجرم هارب أو شخص تائه أو تحديد مكان جثة مدفونة تحت الانقاض أو الرمال ويمكن ايضا تحديد مكان اخفاء المنوعات كالمتفجرات والاسلحة والمخدرات.
وما مدى دقة البصمة الوراثية في التعرف على المجرمين؟
- البصمة الوراثية DNA تعطي نتائج دقيقة بنسبة 100% ولا يمكن ان تتشابه بين اثنين الا في حالات التوائم المتماثلة فقط، بل ان احتمال تشابه بصمتين وراثيتين بين شخص وآخر هو واحد في التريليون مما يجعل التشابه مستحيلا.
وماذا عن علم مسرح الجريمة واهميته بالنسبة لاجهزة الامن ؟ وكيف يمكن من خلاله التوصل الى الجناة؟
- مسرح الجريمة هو احد العلوم الجنائية ولا يوجد له مثيل، وخبراء هذا العلم قليلون حيث يتطلب حسا امنيا عالي المستوى كما يتطلب خبرات سابقة وكيفية استخدام الحواس البشرية في الكشف والتنقيب عن دلالات الجريمة الجنائية.
وعلم مسرح الجريمة يرتكز على ما يسمى بنظرية الشاهد الأبكم، هذا الشاهد الذي يظل معاصرا للجريمة وما ينتج عنها من اثار ونتائج وتحقيقات الى ان يصدر حكما جنائيا بالادانة او البراءة على المتهمين والشاهد الابكم هو "مسرح الجريمة" ومهمة الخبير الجنائي ان يستنطق هذا الشاهد والذي يمكن ان يحكي جميع التفاصيل الدقيقة بكل صدق وامانة، ومن خلال ما يتركه الجناة في مسرح الجريمة من اثار بشرية مثل بصمات الاصابع او الكفين او القدمين أو بصمة الشعر او الاذن اوبصمة الخطى والمشي، التي يستعان بها في حالة تعذر كاميرات المراقبة من تحديد وجه الجناة بالاضافة الى البصمة الوراثية DNA ، كل هذه الاثار البشرية ادلة جنائية يبوح بها مسرح الجريمة اذا تم ترتيبه وبناؤه جيدا، كما يتضمن هذا المسرح ايضا ادلة مادية جنائية منها الادوات التي استخدمها الجناة ، والتي تمثل ايضا هذا الاقتناع التلقائي لدى قاضي التحقيق بالاضافة الى الادلة القولية لمن تصادف تواجدهم او مرورهم بمسرح الجريمة كما يحتوي هذا المسرح على ادلة فنية بحتة تفيد خبراء الطب الشرعي والمعمل الجنائي.



قانون رقم (23) لسنة 1993 بشأن قوة الشرطة
مجلس الوزراء يوافق على مشروع قانون بشأن البصمة الوراثية
انطلاق الاجتماع الفني الخليجي لتبادل البصمات والمعلومات الامنية آلياً 
17 دارساً بدورة البحث الجنائي
افتتح المبنى الجديد لإدارة الأدلة والمعلومات الجنائية