جريدة الراية - الإثنين7/5/2012 م

جامعة قطر تطرح ثلاثة تخصصات في الشريعة
د. الصديقي لـ الراية: من خلال قسم الدراسات الإسلامية بكلية الشريعة..
التخصصات تشمل الشريعة وأصول الدين والمصارف والتأمين الإسلامي
طرح برنامجين في الماجستير العام المقبل.. وطريقة جديدة للتدريس بالكلية

كتبت- هناء صالح الترك:
كشف الدكتور يوسف الصديقي، رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر، عن استحداث الكلية قسمًا للدراسات الإسلامية تندرج تحت مظلته تخصصات هي الشريعة، أصول الدين ومصارف وتأمين إسلامي، مشيرًا في حوار مع الراية، إلى أن هذه التخصصات ستساهم في إعداد كوادر وخريجين متخصصين في العلوم الشرعية والفكر والمصارف والتأمين لتلبية حاجات المؤسسات في الدولة.
وقال إنه من المتوقع أن يتم طرح تخصص مصارف وتأمين إسلامي في فصل ربيع 2013، وسيتم قبول الطلبة من حاملي الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي الحاصلين على نسبة 75%.
وأكد أن جامعة قطر تسعى لإطلاق برامج وتخصصات جديدة تواكب العصر، موضحًا أن كلية الشريعة، من خلال قسم الدراسات الإسلامية، تسعى لطرح برنامجين في الماجستير في العام الجامعي القادم، مشددًا على أن القسم بدأ بالدراسة الإضافية خارج البرنامج لتدريس العلوم الشرعية على الطريقة العلمية الصحيحة التي كانت تلتزم بها الحوزات العلمية والزوايا التدريسية في المجتمعات الإسلامية..
وفيما يلي تفاصيل الحوار :
-- بدايةً..متى تم تأسيس قسم الدراسات الإسلامية وما التخصصات التي يطرحها ؟
- قسم الدراسات الإسلامية في كلية الشريعة يعد من الأقسام والتخصصات الجديدة في الكلية وقد صدر قرار تشكيله في 18 مارس الماضي، ويطرح برنامجًا تحت مسمى دراسات إسلامية بتخصصين هما: أصول الدين والشريعة، وإن شاء الله سيكون هناك تخصص ثالث تحت مسمى مصارف وتأمين إسلامي، وهو برنامج جامعي يقدم على مستوى البكالوريوس ومتخصص في المصارف الإسلامية وخدماتها التمويلية والاستثمارية وفي التكافل (التأمين) الإسلامي وخدماته ومنتجاته، كما سيكون متخصصًا في الرقابة والتدقيق الشرعي والمعايير الشرعية والمعايير المحاسبية الإسلامية.
-- ومتى تتوقعون إطلاق البرنامج رسميًا واستقبال طلبات القبول ؟
- البرنامج مازال في إطارالتحكيم وإبداء وجهات النظر حوله من قبل المحكمين والخبراء من حيث النواحي الأكاديمية والعلمية، ومن المتوقع أن يطرح خلال فصل ربيع 2013، كما أن نسب القبول للبرنامح مثل باقي تخصصات كلية الشريعة هي 75% لكافة التخصصات وتقبل جميع الشهادات العلمية والأدبية في أي مسار من مسارات قسم الدراسات الإسلامية.
-- وهل قمتم باستطلاع آراء لمعرفة مدى الإقبال المتوقع على هذا البرنامج ؟
- نعم . قمنا باستطلاع آراء 491 طالبًا وطالبة من المرحلة الثانوية وكذلك طلاب التأسيسي بجامعة قطر وأظهرت النتائج إقبالاً كبيرًا على البرنامج، حيث أيده 86% من الطلاب، ووافق 83% من الطلاب على أن هذا البرنامج سيحقق إضافة نوعية لجامعة قطر، فيما أكد 82% منهم حاجة سوق العمل لهذا التخصص وأبدى 44%من الطلاب استعدادهم للالتحاق بالبرنامج فور طرحه للقبول وفتح باب التسجيل.
-- ما أهمية تبني كلية الشريعة برنامجًا في الصناعة المالية الإسلامية يكون متخصصًا في المصارف الإسلامية وفي التكافل وخدماته والتدقيق الشرعي ؟
- أهمية البرنامج تكمن، كما هو واضح، في تخصصاته الثلاثة التي تسد حاجة سوق العمل، من حيث إعداد كودار وخريجين متخصصين في العلوم الشرعية والفكر والمصارف والتأمين، وستلبي هذه البرامج حاجات المؤسسات في الدولة في التعليم العالي كالمجلس الأعلى للتعليم ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسات الدولة من المصارف والبنوك التي تعمل في مجال المعاملات الشرعية الإسلامية.
-- هل جاء البرنامج نتيجة بروز النظام المالي الإسلامي على الساحة الاقتصادية وإثباته جدارته في تخطي الأزمة المالية العالمية ؟
- النظام المالي الإسلامي برز على الساحة الاقتصادية منذ أوائل ستينيات القرن الماضي، وبدأت المؤسسات المالية الإسلامية تتزايد عامًا بعد آخر، ومما لفت انتباه العالم للصناعة المالية الإسلامية أن المصارف الإسلامية أثبتت جدارتها في تخطي الأزمة المالية العالمية بأقل الخسائر وهذا الأمر دفع دولاً كبرى كفرنسا وبريطانيا إلى التفكير بالنظام المالي الإسلامي، بالإضافة إلى أن المصارف الإسلامية وكذلك شركات التكافل أصبحت جزءًا من الحياة الاقتصادية، وتوجد هيئة دولية معنية بوضع المعايير الشرعية والمحاسبية وهي هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، كما توجد مؤسسة دولية تعنى بتحسين الخدمات والمنتجات وهي مجلس الخدمات المالية الإسلامية، كما توجد مؤسسة دولية تقوم بمعالجة فائض السيولة بين المصارف الإسلامية وغيرها الكثير وهذ الأمر يدعو جامعة قطر إلى أن تكون لها قدم راسخة في الصناعة المالية الإسلامية، بحيث تكون إحدى رواد هذه الصناعة على جميع الصعد التعليمية والبحثية والاستشارية.
وبما أن دولة قطر تنافس على دعم هذه الصناعة فجامعة قطر وهي الجامعة الوطنية المنوط بها أن تعكس هذا التوجه الحكومي المتقدم.
-- على ماذا ترتكز هيكلة البرنامج وهل له علاقة ببرامج أخرى في الجامعة ؟
- البرنامج يقوم على ركنين أساسيين، الأول فقه المعاملات والثاني فقه المصارف الإسلامية والتأمين الإسلامي (نظري وعملي)، والبرامج المطروحة في كلية الشريعة هي برنامج دعوة وإعلام وبرنامج دراسات إسلامية بتخصصيه فقه وأصول وأصول الدين، والبرنامج جديد على مستوى المنطقة، ففي منطقة الخليج لايوجد برنامج بكالوريوس خاص بالمصارف الإسلامية إلا في جامعة الشارقة فيوجد تخصص فرعي وليس برنامجًا خاصًا، المركزي إدارة متخصصة في الإشراف على المؤسسات المالية الإسلامية.
--هل ستكون لهذا البرنامج إسهامات في مجال تطوير مناهج التعليم في هذا التخصص الجديد ؟
- برنامج مصارف وتأمين إسلامي يعد من البرامج الجامعية الجديدة وينتظر أن تكون له إسهامات واضحة في مجال تطوير مناهج التعليم مما يعني سبقًا علميًا في صناعة المناهج، وستكون لأساتذة هذا البرنامج بحوث جديدة وستحصل الجامعة على حقوق ملكية لكون هذا البرنامج يقدم منتجات مالية جديدة، علاوة على مساهمة الخريجين في دعم القطاعين العام والخاص في المجال المالي الإسلامي، والبرنامج يجسد رؤية ورسالة الجامعة كونه يعتبر برنامجًا نوعيًا في برامج التعليم الجامعية كما أن خريجيه يتوقع أن يمتلكوا مهارات وقدرات تزيد من كفاءة المؤسسات المالية الإسلامية التي يعملون فيها وهذا بدوره يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدولة قطر.
-- وماذا سيقدم برنامج مصارف وتأمين إسلامي ؟
- على مستوى التخطيط الإستراتيجي للبرنامج، يتوقع أن نتمكن من تخريج كفاءات مصرفية إسلامية وكوادر فنية في التأمين الإسلامي وبعد تحقيق هذه الرؤية سينتقل البرنامج من المستوى التعليمي فقط إلى مستوى صناعة المناهج في الصناعة المالية الإسلامية ومستوى الأبحاث والاستشارات.
-- وهل سيطرح قسم الدراسات الإسلامية برامج على مستوى الماجستير ؟
- الجامعة تسعى بشكل دؤوب لإطلاق برامج وتخصصات جديدة تواكب العصر والتطور العلمي، وفي الوقت ذاته تعمل بكل جد وإخلاص نحو طرح برامج الدراسات العليا لسد حاجة المجتمع القطري والإقليمي، وكلية الشريعة من خلال قسم الدراسات الإسلامية في طريقها لطرح برنامجين من برامج الدراسات العليا في التفسير وعلوم القرآن وفي الفقه والأصول بعد أن تنتهي من مسألة التحكيم والنواحي الأكاديمية والعلمية المتعلقة بهذه البرامج ومن المتوقع أن يُطرح هذان البرنامجان في العام الجامعي القادم 2012- 2013
-- ما الأساليب المتبعة للتدريس في القسم ؟
- الآن أخذ قسم الدراسات الإسلامية بالدراسة الإضافية خارج البرنامج لتدريس العلوم الشرعية على الطريقة العلمية الصحيحة التي كانت تلتزم بها الحوزات العلمية والزوايا التدريسية في المجتمعات الإسلامية، ونحن كقسم أخذنا هذه الطريقة وبدأ بعض الأساتذة بتدريس كتب ومؤلفات شرعية على الطريقة القديمة وبدأها فضيلة الدكتور صالح الزنكي بتدريس كتاب متن الآجرومية للبنين والبنات إلى جانب كتاب شرح الحكم العطائية ويقوم بتدريسها الدكتور إبراهيم الأنصاري، مع تدريس التلاوة والتجويد مع الدكتور عدنان الحلبي للطلبة والطالبات الراغبين في الدراسة على الطريقة العلمية القديمة.
-- وإلى أي مدى تؤيد التدريس بالطريقة القديمة ؟
- أنا أؤيد الطريقة القديمة كونها الأحكم والطلبة يقرأون صفحات الكتاب دراسةً وتحليلاً ونقدًا وإعرابًا وربط قضاياها ومسائلها ببقية العلوم الشرعية الأخرى كلما سنحت الظروف، ولقسم الدراسات الإسلامية الشرف في إحياء هذه الطريقة. والقسم يشهد إقبالاً كبيرًا من قبل الطلبة على الدراسة بهذه الطريقة العلمية وهي الحوزة العلمية.. ومن المتوقع أن يكون خريجونا الدارسون بهذه الطريقة الأكفءَ والأعلم بالعلوم الشرعية وعلوم التراث.



مرسوم بقانون رقم (34) لسنة 2004 بتنظيم جامعة قطر
قرار أميري رقم (14) لسنة 2009 بتنظيم المجلس الأعلى للتعليم