قطر-جريدة العرب- الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٣ م، الموافق ٨ ربيع الأول ١٤٣٤ هـ-العدد : 8988

دعا المكفولين لإتقان العمل
د. الفرجابي: الكفلاء مطالبون بحفظ حقوق العمال مادياً ومعنوياً

أكد الداعية د.أحمد الفرجابي الموجه الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الشريعة الإسلامية تحفظ للعامل والخادم والسائق والأجير حقه، قبل أن تكفلها وتنص عليها القوانين والمواثيق الدولية المعاصرة.
وقال إن شريعتنا سبقت كل الأنظمة والقوانين والمواثيق في حفظ حقوق العمال بغض النظر عن ديانتهم وجنسياتهم.
جاء تأكيد د.الفرجابي في تصريحات خاصة لـ «العرب» تعليقا على شكاوى بعض العمال والخدم من تأخر بعض الكفلاء في دفع رواتبهم وأجورهم لعدة أشهر.
قال الفرجابي لـ «العرب» إن العلاقة بين الكفيل والعامل أو الموظف أو الخادم أو الأجير تحكمها قاعدة واضحة هي أن «على الأجير أن يحسن عمله على الوجه الأكمل ويراقب الله فيه، وعلى صاحب العمل أن يعطي الأجير حقه».
الإتقان مقابل الأجر
واستشهد على ضرورة أداء العمل بإتقان بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه».
واستدل بضرورة دفع الأجر فور انتهاء العمل بقول النبي عليه الصلاة والسلام: «أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه».
ونصح الموظفين والعمال والخدم بأن يحسنوا العمل الذي يأخذون عليه أجرا، كما نصح أرباب العمال بأن يعطوا العمال أجرهم كاملا غير منقوص.
وانتقد الفرجابي ما يقوم به بعض الكفلاء من إرسال الخدم والخادمات لمساعدة أقاربهم من الأشقاء والأعمام واعتبره استغلالا لا يجوز.
وطالب الكفلاء الذين يطلبون من مكفوليهم أعمالا إضافية بأن يعوضوهم عنها بأجر مالي إضافي، أو يساعدوهم على القيام بها وإنجازها.
وحذر من التعدي على حقوق الأجير، مشيرا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأنه خصم لثلاثة منهم «رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره».
واعتبر تأخير منح الأجر للأجير ظلما لا يجوز، مبينا أن الذي يظلم إنسانا ولا يعطيه أجره سيقف أمام الله يوم القيامة موقف الذليل الذي يدفع الأجر حسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.
أفضل الأعمال
واعتبر إعطاء الأجير حقه من أفضل الأعمال التي يتقرب بها صاحب العمل إلى الله، واستشهد على ذلك بحديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم صخرة وهم في جوف الغار، ودعا كل منهم ربه بأفضل ما لديه من أعمال صالحة، راجيا من الله أن يكشف عنهم المحنة التي أصابتهم.
وأشار إلى أن أحد الثلاثة قال: «اللهم استأجرت أجراء وأعطيتهم أجرهم غير رجل واحد ترك الذي له وذهب، فثمرت أجره حتى كثرت منه الأموال، فجاءني بعد حين، فقال: يا عبدالله، أد إليّ أجري، فقلت: كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبدالله، لا تستهزئ بي! فقلت: لا أستهزئ بك، فأخذه كله فاستاقه فلم يترك منه شيئا. اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة فخرجوا يمشون».
واستدل من الحديث على أن إعطاء الأجير أجره من أفضل الأعمال حتى لو طال الزمن، وأنه لا بد من إعطاء العمال أجرهم، ولا تحل مماطلتهم به، وأنه لا بد من حفظ الحقوق وردها إلى أهلها، وهذا يعد من حفظ الأمانة التي كلفنا بحملها وأدائها.
وأوضح أن ترك العامل حقه لا يعني تنازله عن حقه وتبرعه بالعمل، إلا إذا ثبت يقينا أنه أراد ذلك.
ونبه إلى أن المؤمن الصادق المتقي هو الذي يؤدي للناس ما لهم من حقوق ولا يخونهم.
وذكر أن الأصل أنه لا يجوز التصرف في مال الغير، لكن إن تصرف فيه لمصلحة راجحة فإن هذا موقوف على إجازة مالكه.
وقال إن من أعظم ما يعين العبد على النجاة والسلامة من فتنة المال وهضم حقوق الغير، مراقبة الله وتقواه، وإلا فهذا العامل جاء فقط يطلب أجرته المحددة، ولو دفع له صاحب العمل هذا المقدار لقنع واكتفى، لكن مراقبة الله وخوفه جعلته يخلي بينه وبين هذا المال العظيم، فما أصعب هذا الأمر وأشده على ضعاف الإيمان.
ودعا الفرجابي الكفلاء لحسن معاملة مكفوليهم وبخاصة الخدم والخادمات، مطالبا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في حسن معاملة من كانوا يعملون في بيته.
وروى قول أنس رضي الله عنه: «خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف ولا لم صنعت ولا ألا صنعت».
وأوضح أن من عظمة الإسلام أنه يحفظ للخدم حقهم المادي وحقهم المعنوي بلا قهر أو إذلال أو احتقار أو إساءة معاملة.



القانون وفقاً لآخر تعديل - قانون رقم (14) لسنة 2004 بإصدار قانون العمل
قانون رقم (7) لسنة 1999 بتنظيم وزارة شؤون الخدمة المدنية والإسكان وتعيين اختصاصاتها
معايير السلامة غائبة عن مساكن العمال
مريم المالكي: حقوق العمال في قطر محمية
قطر تضمن حقوق العمال في المونديال
«حقوق الإنسان» تعرف العمال بحقوقهم
«هيومن رايتس» تطالب المقاولين بوعود محددة تحترم حقوق العمال
"حقوق الإنسان" تعرّف دعاة الأوقاف بحقوق العمال