تسجيل الدخول او يمكنك الدخول باسم المستخدم وكلمة المرور

صيغة الجوال غير صحيحة
    نسيت كلمة المرور


جريدة العرب -  8061 العدد - الخميس 8 يوليو 2010م – الموافق 26 رجب 1431هـ

بسبب انفصال 1456 زوجاً.. الاستشارات العائلية تكشف:
2216 طفلاً ينشدون الرعاية الوالدية خلال 3 أشهر

الدوحة - إسماعيل طلاي
كشفت إحصائية حديثة صادرة عن مركز الاستشارات العائلية حصلت عليها «العرب» إلى أن المركز وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من يناير وحتى مارس لعام 2010 استقبل 2216 طفلاً بغرض المتابعة وتمكين غير الحاضن من رؤية الابن أو الابنة. ويعد هؤلاء الأطفال «ضحايا» 1456 حالة من الأزواج المنفصلين والمترددين على المركز.
وتشير الإحصائية إلى أن 746 طفلاً استفادوا من المقابلة واللقاء مع غير الحاضن داخل مركز الاستشارات العائلية بقسم الرعاية الوالدية المخصص للقاء الآباء والأمهات بأبنائهم وقضاء وقت يصل إلى أربع ساعات معهم، يستطيع خلاله الأب أو الأم ممارسة أنشطة وألعاب مع أبنائهم بهدف إحياء جو الألفة والمودة بينهم. في حين استفاد 541 طفلا منهم جاؤوا لمتابعة وتنفيذ الرؤية خارج المركز عن طريق التفاهم بين الآباء المنفصلين، بالتنسيق والتعاون مع المركز، حيث يتسلم غير الحاضن الطفل من مركز الاستشارات العائلية، على أن يتم إعادته مرة أخرى إلى المركز في الموعد المتفق عليه. بينما أشرف المركز على متابعة قرار السماح لـ 929 طفلاً منهم بالمبيت مع غير حاضن وذلك خلال الفترة ذاتها.
ويحظى الأطفال من أبناء المنفصلين أو المطلقين برعاية خاصة داخل وحدة الرعاية الوالدية المجهز على أعلى مستوى لاستقبال الوالدين والأبناء في جو عائلي حميم داخل مركز الاستشارات العائلية، تحت إشراف كادر متخصص ومؤهل من المشرفين والاختصاصيين والاستشاريين والمرشدين في المجالات الاجتماعية والتربوية والنفسية.
طلاق الشريك لا يعني طلاق الأبناء
وقال السيد راشد الدوسري مدير مركز الاستشارات العائلية بالإنابة في تصريح خاص لـ "العرب" إن "وحدة الرعاية الوالدية" مكان آمن ومدروس يلتقي فيه الوالد غير الحاضن مع طفله أو أطفاله في بيئة نموذجية تم تجهيزها بعناية فائقة، مما يساهم في توفير الأمن العاطفي للطفل وتلبي احتياجاته النفسية والعاطفية والترفيهية. هذا بالإضافة إلى قيام المركز بالتعريف والتأكيد على مفهوم "حصانة الرعاية الوالدية" والتي يجب أن لا تتأثر بالطلاق أو الانفصال. كما يعمل المركز من خلال هذه الوحدة على توعية وإرشاد وتدريب الآباء حول طرق وأساليب التعامل مع الأبناء بعد الطلاق وعدم استخدامهم كسلاح أو كبش فداء للنزاع القائم بينهما، وكيفية سد النقص الناجم عن غياب أحد الوالدين، وبالتالي الحد من تأثير وقوع الطلاق عليهم.
وأضاف: "تضم وحدة الرعاية الوالدية كادراً متخصصاً ومؤهلاً من المشرفين والاختصاصيين والاستشاريين والمرشدين في المجالات الاجتماعية والتربوية والنفسية بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية للأطفال ومتابعتهم في كافة نواحي حياتهم. كما تقوم الوحدة بعمل زيارات منزلية للطفل، وذلك لمتابعة أوضاعه، والتأكد من أن البيئة التي يعيش فيها بيئة آمنة ونموذجية، إضافة إلى الزيارات المدرسية للطفل لمتابعة دراسته وتحصيله العلمي".
لا تسليم للأطفال بمراكز الشرطة
وعن الظروف التي صاحبت إنشاء الوحدة، أشار الدوسري إلى أن هذه الوحدة جاءت منذ أن تقدم مركز الاستشارات العائلية عام 2004 إلى المجلس الأعلى للقضاء بطلب تحويل حالات أبناء المطلقين إلى المركز، وبأن تتم عملية الاستلام والتسليم وتنفيذ الرؤية عن طريق المركز في بيئة نموذجية آمنة للطفل ووالديه، تحت إشراف فريق من المختصين في المجالات الاجتماعية والنفسية والتربوية، وذلك عوضاً عن الطريقة التي كانت متبعة قبل ذلك الحين في مثل هذه الحالات والتي كان يتم خلالها استلام وتسليم الأطفال عن طريق المحاكم أو مراكز الشرطة في الكثير من الأحيان، خصوصاً في حالات النزاع بين الطرفين المنفصلين والتي تؤدى بدورها إلى تأثير سلبي واقع على الأطفال جراء هذه العملية، والآثار السلبية الكبيرة التي تتركها في مشاعر ونفسية الأطفال والتي تبقى ولا تمحى من أذهانهم، وما ينجم عن ذلك من ممارسات وسلوكيات خاطئة لدى الأبناء".
واستطرد قائلاً: "مع بدء العمل بهذه المبادرة الهامة واستقبال حالات استلام وتسليم الأطفال وتنفيذ الرؤية داخل المركز، ومن خلال التعامل المستمر مع الآباء المطلقين وأطفالهم وظهور العديد من المشكلات والصراعات والآثار السلبية الكبيرة الناجمة عن طلاق الوالدين وتأثيرها الخطير على الأطفال، دعت الضرورة إلى تطوير دائرة العمل في هذا المجال وتخصيص مشروع متكامل من خلال إنشاء وحدة الرعاية الوالدية، والتي جاءت انطلاقاً من رسالة المركز الرامية إلى خدمة ورعاية التماسك العائلي كأساس لنمو المجتمع وأمنه، وحرصاً على رفع الوعي بكافة القضايا التي تهم كافة أفراد العائلة، والسعي الدائم إلى التقليل من المشكلات والقضايا التي تؤثر في تماسكها واستقرارها، ومن منطلق تعامل المركز مع قضايا الطلاق المحولة من القضاة وذلك من خلال فرع مركز الاستشارات العائلية في المحاكم الابتدائية".
تعاون المطلقين لمصلحة المحضون
وتابع قائلاً: "المركز سعى إلى تحقيق هدف رئيسي هام من خلال إنشاء هذه الوحدة وهو أن "طلاق الشريك لا يعني طلاق الأبناء" وذلك من خلال التعاون مع الوالدين بما يلزم لتكون العلاقة بينهما ناجحة حتى بوقوع الطلاق، والعمل على أن تكون مصلحة الطفل هي في المقام الأول". وعن اختصاصات وحدة الرعاية الوالدية، قال الدوسري: "المهمة الأولى هي تنفيذ عملية استلام وتسليم الأطفال، وتنفيذ عملية الرؤية بطريقة سليمة وصحيحة تحت إشراف مختصين، بالإضافة إلى تهيئة وتأهيل الأطفال للوضع الجديد خاصة في الحالات التي يستدعي فيها انتقال الأطفال أو أحدهم من أحد الوالدين إلى الآخر من قبل مختصين في هذا المجال".
الحد من الصراع بين المطلقين
وأضاف: "كما نعمل على تلافي بعض الظواهر الاجتماعية المرتبطة بالطلاق والتي تتولَّد نتيجة للسلوكيات الخاطئة التي يمارسها الوالدان في نزاعهم على الأبناء. ومن ثم، تخفيف حدة التوتر بين الوالدين المنفصلين وتقريب وجهات النظر، والحد من الصراع الدائم بينهما في سبيل أن يجذب كل منهما الأطفال لصفه وبالتالي يكونون هم الضحية.
عواقب صراع الوالدين
ولفت الدوسري أيضا إلى أن وحدة الرعاية الوالدية تعمل على تعديل الصورة النمطية السلبية التي تركها كل من الوالدين في أذهان أطفالهم نتيجة للصراع الدائر بينهما دون تقدير لآثاره في نفوسهم والتي لا تنتج إلا جيلاً فاقداً الثقة بنفسه وبمن حوله. إلى جانب إزالة الصورة السلبية التي قد تبقى في أذهان أبناء المطلقين عن الزواج، ورفع الوعي لدى الوالدين بعد الطلاق بأهمية بقاء علاقة مبنية على الاحترام المتبادل فيما بينهما لضمان مصلحة الأطفال. وتأهيل الزوجين المنفصلين لحياة جديدة بعيدة عن الصراعات، وتقديم الخبرة والمشورة للوالدين في كافة المجالات حتى يستطيع كل طرف أن يؤدي واجبه على أكمل وجه تجاه أبنائه دون أن يشعروا بأنهم أطراف نزاع، وتقديم المحاضرات والندوات والدورات التدريبية للوالدين في سبيل تحقيق تأكيد وتحقيق مبدأ "حصانة الرعاية الوالدية" للأبناء حتى بعد وقوع الطلاق.
وختم بالقول: "كما تتيح الوحدة الفرصة أمام الوالد غير الحاضن لمتابعة حياة طفله اليومية من خلال مشاركته في الدراسة، واللعب، وتجهيز وجبة طعام، والتقاط صور تذكارية وغيرها من الأنشطة".
أنواع الرؤية للمحضون
بدورها، تحدثت سنية منصور، مرشدة عائلية عن أنواع الرؤية التي توفرها الرعاية الوالدية، مشيرة إلى وجود أربعة أنواع هي:
أولا: رؤية داخل المركز مخصصة للأطفال في مرحلة الرضاعة، وهي بمثابة "رؤية داخلية".
ثانيا: اصطحاب المحضون إلى خارج المركز في اليوم نفسه، ويتم التسلم والاستلام داخل المركز.
ثالثا: ما يسمى بـ "حالة المبيت" لمدة يوم أو يومين حسب قرار القاضي، وهنا يتم مراعاة أن الطرفين يعملان، ويتم التسلم والتسليم مساء.
رابعا: نقل الحضانة من طرف إلى آخر، وهذا يتم في حالات معينة، كأن تتزوج الأم الحاضنة، أو بدافع سن الطفل، والقرار الأخير بيد القاضي، وفقا لما يراعي مصلحة المحضون أيضاً.
القرار بيد القاضي
ولفتت سنية إلى أن نوع الرؤية يقره حكم القاضي في حالة النزاع، وعلى حسب رضا الطرفين في الحالات الودية، ويمكن لمركز الاستشارات العائلية أن يكتب توصية إلى القاضي للسماح لنقل الرؤية إلى خارج المركز، وللقاضي الكلمة العليا والأخيرة ليقر ما يراه مناسبا.
98 % يفضلون تسلم وتسليم المحضون داخل الاستشارات
وفي هذا السياق، كشفت الدكتورة شريفة العمادي، استشارية نفسية ومديرة قسم الأبحاث والدراسات بالمركز أن استطلاعا للرأي قام به القسم، ويوجد في مراحل الصياغة النهائية لنتائجه، بين أن 98 % من المترددين على الرعاية الوالدية لمركز الاستشارات العائلية يفضلون أن يتم التسلم والتسليم والرؤية للأطفال من قبل غير الحاضن عن طريق المركز و2 % يفضلون الرؤية عن طريق البيت، لكنهم أكدوا أن ذلك ليس رفضا للمركز، بل لأسباب خاصة متعلقة بالطرفين.
ولفتت الدكتورة إلى أن قسم الدراسات يعكف حاليا على القيام ببحث آخر حول تقييم خدمة الرعاية الوالدية وباقي البرامج، وتقييم شامل لأداء الخدمات بمركز الاستشارات العائلية.
ضوابط تحمى الطفل
إلى ذلك، يحذر محمود أبو العلي، استشاري قانوني، ومساعد رئيس قسم الرعاية الوالدية من أن السماح للزوجين المنفصلين برؤية المحضون خارج مقر الاستشارات العائلية مرهون بضوابط قانونية تحمي الطفل أولا، وتمنع التلاعب من قبل أي الطرفين غير الحاضن.
ولفت إلى أن القاضي لا يجبر أياً من الطرفين على ساعة رؤية المحضون، بل يتقدم الطرف الراغب في رؤية المحضون أو اصطحابه بطلب، ولا بد عليه من الالتزام بالحضور والتوقيع بحضور موجب المحكمة للمتنازعين.
وفي حالات حدوث الإخلال بمواعيد التسليم، صرح الاستشاري القانوني: "إذا أخل أي طرف بساعات الاصطحاب المخولة له قانوناً، يرسل المركز كتابا إلى القاضي الذي بدوره يوجه كتابا للجهة الأمنية المخولة لتمكين استلام المحضون دون استخدام القوة ضد الطفل المحضون، بينما تمارس القوة الجبرية ضد الممتنع عن التسليم".
وأضاف: "الممتنع عن التسليم تستخدم ضده القوة الجبرية، ويحجز حتى تسليم المحضون، وقد يأمر القاضي بإحضاره إلى المحكمة عن طريق مركز الشرطة، وفي هذه الحالة قد يتخذ ضده قرار الحرمان من الزيارة لفترة ما أو نقل الحضانة".
وعن سؤال حول حدوث حالات تلاعب شهدها المركز، رد الاستشاري القانوني قائلا: "نعم حصلت حالات معينة، وتأخير لظروف قهرية، لكن أغلب الحالات تلتزم بالمواعيد المضبوطة للتسلم والتسليم، والحالات التي لا تلتزم يتم احتواؤها".
وختم قائلا: "نحن نتعامل بمرونة وحيادية مع كافة الجهات المعنية للوصول إلى مصلحة المحضون".
هاتف للطوارئ
وقد خصص مركز الرعاية الوالدية خطاً هاتفياً للطوارئ في حالة اعتذار عن موعد تسليم المحضون، أو رغبة أحد الطرفين شيئا معينا من الطرف الآخر، فيمكنه الاتصال على الرقم التالي: 533485.

قانون رقم (22) لسنة 2006 بإصدار قانون الأسرة
قرار أميري رقم (23) لسنة 2002 بشأن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة
الطلاق والخلع
الطلاق أبغض الحلال ولكنه ضرورياً

موقع معروف

صفحتنا على معروف

يسر شبكة المحامين العرب أن تعلن عن إطلاق " خدمة تحضير الأسانيد القانونية " والتى تقوم على مفهوم جديد لفلسفة الخدمة لدى الشبكة، ذلك من خلال المشاركة والتفاعل مع أعضاء الشبكة الكرام ، من خلال المساعدة في البحث وتأصيل المعلومة القانونية عبر مختصين من مستشاري الشبكة القانونيين.

أضف طلبك